رواية ضبط واحضار بقلم منال سالم
كافة البيانات الموجودة على ذلك الهاتف والذي تمكن من سړقة معلوماته بالكامل مستغلا سذاجة الضحېة وفضولها الذي دفعها لاتباع تعليماته الوهمية من أجل سهولة الاستحواذ على كل ما يخصها. أرجع ظهره للخلف وخاطب أنس مبتسما بانتصار
كده يا باشا إنت ركبت على جهازها وكل حاجة محطوطة عليه بقت موجودة عندك.
أبدى إعجابه ببراعته ممتدحا إياه
ناوله الذاكرة الصغيرة التي خزن عليها بياناتها كافة إليه قائلا
شوف حابب تربيها إزاي.
ضحك ضحكات شيطانية مرددا بعدها بوعيد خبيث
ده أنا هلعبها على الشناكل.
لم تعرف لماذا قبلت بالذهاب مع رفيقتها وخطيبها هذه المرة لكنها رضخت في النهاية
أمام إلحاحها الغريب وذلك لكونها لا تحب أن تظهر بمظهر الشابة المتطفلة عليهما خلال فسحتهما الرومانسية. تفاجأت بسنت بقدوم أمير أيضا وانضمامه لهم في المطعم. نظرت بتحير إلى رفيقتها فأخبرتها بهاء باستمتاع
توجست خيفة من احتمالية اقتراح ضمھا لواحد من التدريبات العجيبة التي اعتادت الاشتراك بها فصاحت في تحفز
أوعي تكوني ناوية على حاجة ليها علاقة بالدراسة تاني
وقبل أن تنطق بكلمة أعلمتها بنبرتها الحاسمة وهي تشير بيدها
أنا عملت اكتفاء ذاتي خلاص.
ابتسمت في نعومة وقالت
اطمني دي حاجة هتبسطك.
لم تسترح لطريقتها تلك وهمهمت في قلق بائن على تقاسيم وجهها
دقائق وطلب أمير الانفراد بها ليجلسا معزولين نسبيا استطرد متحدثا إليها في ودية لا تخلو من الاحترام
أنا طلبت أشوفك النهاردة يا أستاذة بسنت علشان أكلمك في موضوع مهم.
ظنت أنه يلعب دور الوساطة في مسألة التدريب الغامضة فانطلقت تخبره بانفعال طفيف
شوف حضرتك يا سيادة الرائد تدريبات مابخدش كورسات واعتزلت أنا واحدة بيتوتية وعايزة أتستت وأقعد في البيت.
ما أنا عايزك علشان كده.
رفعت حاجبها للأعلى مرددة بدهشة
أفندم
أوضح لها في طرافة مقبولة
أستتك قصدي أتجوزك وأخليكي ملكة في بيتك.
في التو أدارت رأسها نحو رفيقتها لتجدها تبتسم بانشكاح وكأنها على علم مسبق بهذا الأمر عاودت النظر إليه تسأله لتتأكد مما سمعت
أومأ برأسه مؤكدا لها
طبعا أنا بس بشوف رأيك الأول قبل ما أتقدم رسمي وأخطبك.
أحنت رأسها خجلا فسألها في مرح
بيقولوا السكوت علامة الرضا.
لم تمتلك الشجاعة لتنظر إليه في عينيه وهي تخاطبه
خلاص بقى ما تكسفنيش!
أشار لها بيده متسائلا وابتسامته تزداد اتساعا
تحبي تشربي لمون ولا نخليها شربات
تنحنحت قائلة وهي لا تزال تتجنب النظر تجاهه
هز رأسه معقبا وهو يفرقع بإصبعيه ليستدعي النادل
عينيا اللي تؤمري بيه.
شعرت بالدلال وهي في حضرته ومع ذلك أجادت إخفاء ما تكنه ناحيته ريثما تتأكد من جدية مسعاه نحوها.
مكالمته الهاتفية التي وردت إليها ليلا جعلتها تقضي الساعات المتبقية منه بلا نوم منتظرة بصبر نافد سطوع الشمس حتى تذهب إليه لتحل معضلتها العويصة معه فما يمتلكه الآن عنها يمكن أن يحيل حياتها إلى چحيم مستعر!
في بقعة نائية بعيدا عن زحام المدينة الصاخب أوقفت ميرا سيارتها على مقربة من خاصته حيث ينتظر أنس بداخلها ترجلت على الفور وهرعت تجاهه لتدق على نافذته المغلقة بعصبية وهي تسأله
إنت عايز إيه مني
خفض من نافذته يأمرها ببرود
اركبي الأول...
وقبل أن تفكر في عدم الانصياع له هددها
وأحسنلك تنفذي أوامري بهدوء ده لو مش عايزة الوالد المصون يعرف أسرار بنته المحترمة.
اضطرت مرغمة على الرضوخ له فالټفت حول مقدمة سيارته لتجلس بجوار مقعده ثم صاحت غاضبة في وجهه
مكونتش أتخيل إنك بالقذارة دي.
لوى ثغره معلقا بسخط مهين
الحال من بعضه يا .. آنسة .. ولا نقول مدام يعني الصراحة مش متأكد.
استفزها بوقاحة كلماته الفجة فرفعت كفها للأعلى تمهيدا لصفعه وهي تنعته
لمي لسانك بدل ما أقصه.
انتزعت رسغها من بين يده لتخبره في حدة
احنا الاتنين كنا بنتسلى سوا وخلاص حكايتنا خلصت.
في البداية تطلع أمامه لهنيهة ثم نقر بأصابعه على عجلة القيادة ليدير رأسه تجاهها ناظرا إليها وهو يكلمها بما لم يرحها
ده بالنسبالك قبل ما أتأذى في شغلي.
ردت عليه بانفعال
أنا مقولتلكش تتصرف بالشكل ده إنت اللي كبرت الموضوع...
ثم حاولت مراوغته بادعائها الكاذب
ووعدتك هتصرف وإنت معندكش صبر.
افتعل الضحك ليبتر ضحكاته اللزجة قائلا
أها ده قبل ما روحك تبقى في إيدي.
غامت ملامحها كليا متسائلة
قصدك إيه
استدار ناحيتها ليكلمها بثقة جعلت دمائها تتصاعد حنقا
بداخلها
قصدي يا حلوة إنتي بالنسبالي زي الفانوس السحري اللي هيحقق كل أحلامي ليه ما استفيدش منك على أد ما أقدر
بذلت جهدا لتبدو هادئة وهمهمت
مش فاهمة.
احنا ببساطة كده هنتجوز وإنتي مسئولة تقنعي أبوكي بيا وبعدها هتساعديني أفتح شركة أمن وحراسات حاجة أكون فيها الآمر الناهي.
سددت له نظرة ڼارية قبل أن تضع يدها على مقبض باب السيارة صاړخة باهتياج
إنت عايش في الوهم ده استحالة يحصل.
وماله يبقى تستحملي اللي هعمله فيكي نجمة النت والفضائيات كلها ومش بعيد أطلع نفسي ضحېة ألاعيبك النجسة.
استدارت دفعة واحدة لتنعته من بين أسنانها المضغوطة
إنت آ....
ترجل هو الآخر من سيارته وحذرها مشيرا بسبابته ناحيتها
أحسنلك تاخدي بالك من كلامك.
ثم غمز لها بطرف عينه مكملا
وإنتي بإيدك تختاري.
تيقنت ميرا أنه يضمر لها شړا عندما أنهى تهديده بتبجح
هديكي يومين تتصرفي فيهم يا إما كل حاجة بينا تبقى رسمي يا إما الفضايح كلها هتكون علني وماظنش هترضي تكوني في عيون الناس واحدة آ...
بتر كلمته عن عمد ليثير أعصابها أكثر ثم أضاف بخبث
إنتي فاهمة بقى.
لم يكن أمامها مفر من مجاراته وإلا لخسړت كل شيء وأهمها نقاء سريرتها تلك التي ستؤثر حتما على سمعة ومكانة أبيها بجانب منزلتها الاجتماعية الرفيعة بين الجميع عجزت عن الرد عليه واتجهت إلى سيارتها لتغادر في الحال لاعنة ذلك اليوم الذي فكرت في الارتباط به لمجرد التسلية وإضاعة الوقت وها هي تجني في حاضرها ثمار سوء تصرفاتها العابثة.
مستخدمة وسائل الټهديد بالاڼتحار تمكنت ميرا بأعجوبة من إقناع والدها بقبول أنس كزوج لها ليقوم الأخير بالاستقالة من وظيفته الحالية ليتفرغ تماما لتأسيس عمله الجديد وما زاد من تسليط الأضواء على ذلك الثنائي الغريب انتشار خبر زواجهما كالڼار في الهشيم. كانت بهاء لا تزال تتفقد منزلها الجديد وتتأكد من تنفيذ الديكورات التي طلبتها حينما علمت بالأمر من عمر أبدت دهشة حائرة وهي تعلق عليه
غريبة أوي فجأة كده
رد عليها بتحير مماثل لها
مش عارف بصراحة معنديش تفاصيل بس هو باعتلي دعوة الفرح.
تغيرت ملامحها إلى شيء من الضيق مقتضبة في الرد عليه
براحتك.
فهم سبب انزعاجها دون الحاجة للنطق بهذا بوضوح فقال منهيا الجدال حول هذه المسألة السخيفة
أنا مش عايز أحتك بيه أصلا.
ليراعي مشاعرها أكثر حول مجرى الحديث كليا إلى ما يخصهما فاستطرد
المهم العفش هنستلمه على الأسبوع الجاي وبعدها نكمل اللي ناقص ونحدد ميعاد الفرح.
حركت رأسها بإيماءة صغيرة معلقة
ربنا يسهل.
ها يا ولاد محتاجين حاجة
كانت بهاء ممتنة لأنها جاءت في الوقت المناسب وإلا لما استطاعت مقاومة تأثيره المغري عليها. ابتسم عمر بتصنع ورد
لأ كله تمام.
انتهزت الفرصة لتقبل نحو زوجة عمها تأبطت ذراعها قائلة وهي تحاول إخفاء ابتسامتها المستمتعة بإغاظته
يالا يا طنط عمر هيتابع اللي ناقص بنفسه.
هون يا رب.
مضت الأيام سريعا وحانت اللحظة المنشودة ليجلس العروسان معا وهما في أبهى حلة على الكوشة وجميع أحبائهم يلتفون من حولهما. التقطت الصور التذكارية واحدة وراء الأخرى وظلت
أصوات الزغاريد تتردد في الخلفية. مال عامر على شقيقه الأصغر يداعبه بمزاح
عايزك تشرفنا النهاردة يا باشا اقتحم ومايهمكش.
علق باستظراف ساخر
هي معركة حربية.
أكد له بجدية عجيبة وهو يستخدم كلا ذراعيه في الإشارة
أنأح دي معركة البقاء للأقوى.
تبسم ضاحكا فواصل عامر نصحه
اسمع مني أحسن وسيلة للدفاع هي الھجوم المباشر.
جاءت زوجته سلمى لتفسد عليه ما يقوم به وأعطته تلك النظرة المحذرة وهي تسأله
بتقوله إيه أنا عارفاك!
قوس شفتيه عن ابتسامة متكلفة وأخبرها
أنا بوصيه على العروسة القمر دي بقت أختي الصغيرة.
بدت غير مقتنعة به والتفتت تخاطب عمر في لهجة حازمة
بص ماتسمعش كلامه
في حاجة واتهنى مع عروستك.
أدى لها التحية العسكرية مرددا في مرح
علم وينفذ.
في تلك الأثناء لامست بهاء بحركة عفوية طرحة ثوبها التي تتدلى من أعلى رأسها لتتأكد من ضبطها على كتفها الأيمن ثم طالعت رفيقتها المتأنقة كعادتها بعينين مملوءتين بالسعادة وراحت تخبرها بمحبة صافية بعدما علمت بتأكيد إتمام خطبتهما قريبا
مش قولتلك أمير كان حاطط عينه عليكي.
ما أنا كنت عارفة بس بتقل.
لكزتها بخفة في ذراعها مرددة ببسمة مسرورة
يا جامد إنت.
أنا أصلا مش مصدقة إني هتخطب ده أنا كنت ضد مبدأ الارتباط بأي راجل.
غمزت لها قائلة دون أن تخبت ابتسامتها الرقيقة
ما هو جه اللي يغير أفكارك عنهم.
ضحكت على جملتها الأخيرة وعقبت
على رأيك.
نصحتها بهاء بعدئذ
بس يا ريت ما تتطولوش في الخطوبة علشان المشاكل وكده.
ردت بهزة صغيرة من رأسها
ربنا ييسر.
انقضى الحفل على خير وتفرق الجمع ليصبح الزوجان بمفردهما تنهد عمر بعمق وفرك كفيه معا ثم نزع عنه سترته ليقوم بحل رابطة عنقه قائلا بنبرة أربكت عروسة الواقفة في منتصف الصالة
أخيرا اتقفل علينا باب واحد.
أنا عايزة أقولك على حاجة مهمة الأول.
خير
أعلمته دون مقدمات تمهيدية
في تدريب جديد قدمت عليه وآ...
قاطعها في الحال مبديا تبرمه من تطرقها لما يخص البحث والاستذكار في هذه الليلة المميزة
وده وقته!
تصنعت العبوس وحادثته بقليل من