رواية ضبط واحضار بقلم منال سالم
المحتويات
فرصة إنكم إما تهاجموه أو تهربوا على حسب خطۏرة الموقف.
ثم وجهت كلامها إلى عمر تستأذنه
ممكن حضرتك تتفضل تعمل تجربة عملية قصادهم.
تقدم خطوة للأمام مبديا ترحيبه
مافيش مشكلة.
الټفت ناظرا نحو رفيقه يطلب منه
تعالى يا أمير.
مثل كلاهما أنهما يتشاجران يدويا مع بعضهما البعض ليقوم بعدئذ عمر بتأدية الحركة التي شرحتها المدربة قبل لحظات وزاد عليها بإضافة بعض المهارات الخاصة ما بين الالتفاف والمراوغة ليبدو التمثيل أقرب للواقع عنه مجرد محاكاة عادية.
ده لو هما هيدربونا بالشكل ده هيبقى اسمه تحرش مش دفاع عن النفس.
كتمت بهاء ضحكة وشيكة واستطردت
استني أما نشوف هينهوها إزاي.
تصلبت بسنت في موضع وقوفها واقشعرت شعيرات جلدها عندما رأت عمر يلقي ب أمير ويطرحه أرضا في خفة بعدما تمكن من الإمساك به من ذراعه فقط لتهمس بذهول
كانت رفيقتها مثلها مشدوهة بما يدور وراحت تقول هي الأخرى
أنا عصعوصي مش هيستحمل هبدة من دول.
وافقتها في الرأي هاتفة
ولا أنا وحياتك يا بيبو
جلجل صوت رشا فجأة مناديا
الآنسات يتفضلوا من هنا وأنا هكون معاكو حالا.
نظرت كلتاهما إلى بعضهما البعض بتردد وبقيتا تتابعان ما تقوم به الشابات من حولهما ليضطرا في النهاية للتحرك ومجاراة البقية. ألقت المدربة أوامرها التوضيحية قائلة
قلدت بسنت نفس ما تفعله الأخريات وطلبت من رفيقتها في صوت خاڤت
بصي يا بيبو احنا الاتنين ستر وغطا على بعض نمثل إننا پنتخانق ومقطعين بعض جايز يقتنعوا ويحلوا عن سمانا.
على الفور رحبت باقتراحها قائلة
اتفقنا.
ما إن أطلقت المدربة صافرتها حتى بدأ التلاحم ما بين الشابات وبعضهن البعض وكذلك الشباب لتقوم بتوجيه كل ثنائي على حدا ليتمكنا من تحسين مهارتهما وعاونها في الإشراف والإرشاد كلا من عمر وأمير. تقدمت رشا من الصديقتين وتطلعت إليهما بسخرية قبل أن تستطرد
أشارت لها بسنت بيدها محتجة
ما أنا بضړب أهو حتى شوفي.
دون أن تدرك بعقلها كيف أمسكت بها من رسغها أو حتى تمكنت من لف ذراعها خلف ظهرها وجدت بسنت نفسها مجبرة على الانحناء والجلوس على ركبتها في وضعية ذليلة ومن خلفها رشا توجهها
الصح تعملي كده.
تقوست شفتاها في تحسر قبل أن تهمهم
أه يا دراعي محدش قالي إنه هيحصل فيا كل ده!
جربي معاها قصادي تاني.
هزت رأسها بالإيجاب وحاولت تقليد ما قامت به لكنها فشلت فاضطرت أن تعيد المحاولة عدة مرات حتى نجحت في إخضاع رفيقتها التي راحت تولول في تذمر.
بدأت التدريبات تأخذ منحنا أكثر جدية مع إصرار المدربة
على تجربة كل ما يمكن أن يفيد الدراسين ليتمكنوا في النهاية من إتقان عدة حركات بسيطة للدفاع عن أنفسهم. مجددا طلبت رشا المشاركة في استعراض حركة بعينها
كعادته قال عمر مرحبا
تمام.
هذه المرة استعان بأحد شباب الدارسين للتلاحم معه وقبل أن يرفعه من خصره وينطرح به أرضا هتف
بصوا كويس.
كتمت بسنت شهقتها المذهولة بينما همهمت بهاء بانبهار
ده خده سوبلكس.
اشتدت عروق عمر وبدا متأهبا للقتال اليدوي فمالت بسنت مرة ثانية على رفيقتها معلقة في نبرة خفيضة
شايفة العضلات والمجانص
ردت بصوت مماثل في خفوته
أه شايفة!
سألتها في شيء من الممازحة
طب إنتي عندك عضلات
جاءت إجابتها متهكمة
لأ عندي عضم بس.
ردت عليها بسنت بهزة خفيفة من رأسها
الحال من بعضه جلد على عضم!
كان من الصعب عليها مغالبة تخيل الشعور بالألم خاصة مع كل حركة عڼيفة تؤدى أمامها فماذا عن تجربته فعليا لذا كان من الطبيعي أن تبحث عن أي وسيلة تنجيها من التهلكة .. مدفوعة بغريزة الخۏف خاطبت بسنت رفيقتها في خفوت وجدية
بقولك إيه ما تيجي نخلع من هنا قبل ما يقولولنا نجربها!
فكرت بهاء للحظات وكأنها تحسب ذهنيا مخاطر المجازفة بفعل ذلك حينما وجدتها صامتها واصلت إقناعها لتهرب معها
هما ملخبوين مع باقي المجموعة مش هياخدوا بالهم مننا ولا من شاف ولا من دري.
أخيرا حسمت بهاء أمرها وشبكت يدها في يد رفيقتها لتسحبها معها مرددة
طب يالا بينا.
دون أن يحدثا أدنى جلبة تسللت كلتاهما بحذر إلى خارج الصالة الرياضية تنفست بسنت الصعداء لأنها نجحت في الهروب مما اعتبرته چحيما مؤقتا وتمشت باسترخاء مع رفيقتها تضحك على ما اعتبرته استغفالا للآخرين. سرعان ما تبدلت قسماتها المبتهجة إلى فزع جلي فبدت وكأنها رأت عفريتا من الجن لتشهق مرددة عندما اعترض أنس طريقهما
أعوذ بالله من ڠضب الله.
اغتاظ الأخير من ردة فعلها المبالغ فيها ونظر إليها شزرا قبل أن يدور بعينيه على الاثنتين متسائلا
على فين يا حلوين
لم تستسغ بهاء مطلقا تواجده في محيطها ولم تحبذ التعامل معه تحت أي ظرف فهو لا يتوانى عن إزعاجها حينما تأتيه الفرصة لفعل ذلك لهذا أجابته بتجهم
رايحين الحمام في مانع
سألها في تشكك وهذه النظرة الڼارية مصوبة إليها
إنتو الاتنين سوا
على قدر المستطاع حاولت تجاهل سخافته المستفزة معهما وردت
أه عادي بتحصل.
بينما أضافت بسنت بسحنة منقلبة
نداء الطبيعة مالوش ميعاد.
كتف ساعديه أمام صدره مستطردا وهو يغمز بعينه
شكلكم ناويين تكتوا في المداري.
اتسعت عينا بسنت في ذهول في حين ضاقت نظرة بهاء نحوه مدمدمة
أفندم!
حل تشابك ذراعيه ثم وجه إصبعه تجاههما مكملا
الحركات دي عدت علينا كتير.
قبل أن تفكر إحداهما في الاعتراض عليه تفاجأت الاثنتان بقيامه بالإمساك بهما من ذراعيهما بيديه الاثنتين شدهما في غلظة نحو صالة التدريب هادرا بهما
اتفضلوا معايا.
قاومته بسنت بأقصى طاقتها وهددته علنا
لو ما سبتنيش هصوت.
لم يعبأ بټهديدها قائلا
وريني.
جرهما جرا إلى الداخل وبسنت تصيح عاليا
الحقوني هيموتني.
بالطبع نجح صوتها في لفت أنظار الجميع إلى ثلاثتهم تشكلت علامات الحيرة والتساؤل على أوجه الناظرين في حين أسرع عمر نحوهم وتدخل متسائلا بضيق جم ونظراته المحتدة مرتكزة على موضع يديه على ذراعي كلتيهما
في إيه اللي بيحصل هنا
تركهما أنس بعدما دفعهما بخشونة للأمام مجيبا إياه في شيء من التهكم
جايب الجوز دول من برا عايزين يفلتوا من التدريب.
في الحال اقتربت بسنت من رفيقتها لتحتمي بها بينما تقدم عمر خطوتين للأمام لتصبح كلتاهما خلفه وكأنه درع لهما ليدرأ الأڈى عنهما وفي نفس الآن يغدو في مواجهة أنس الذي لا يكف عن مضايقتهما. رمقه بهذه النظرة الصارمة
قبل أن يخبره
هو أصلا مش إجباري عليهم!!
استنكر ما وصفه بتساهله معلقا بوجوم
من إمتى بقى في الكورسات هنا إجباري واختياري!
ثم سلط نظرته الاحتقارية على الشابتين متما جملته ذات التلميح غير البريء
ولا هي لناس وناس!!
رد عليه في صوت أجش صارم
أنا فاهم شغلي كويس وعارف بعمل إيه.
ابتسم في استخفاف قبل أن يرد
لأ واضح.
تحداه متسائلا
تحب تجرب تتدرب معايا
تحسس أنس عضلاته قائلا بنفس الأسلوب التهكمي المستهتر
يا ريت ده أنا حتى نفسي أشوف قدراتي وصلت لحد فين.
انتصب عمر في وقفته السامقة فظهر انتفاخ عضلاته المصقولة ثم أشار له ليتحرك نحو منتصف الصالة الرياضية قائلا وابتسامة مغترة تعلو محياه
زي الفل اتفضل.
تقدم الاثنان معا للأمام ومن ورائهما همهمت بسنت في تشف
يا رب تفرمه!
لترد عليها بهاء كذلك مشاركة إياها نفس مشاعرها المتحيزة ضده
أمين ويطلع من تحت إيده على المستشفى.
وسط أصوات التحميس التي لا تهدأ تأهب عمر وأنس للتنافس في الحلبة الرياضية لتقف بهاء وبسنت متجاورتين
متابعة القراءة