رواية ضبط واحضار بقلم منال سالم
المحتويات
مني إيه
على غير طبيعتها وفي شيء من التهور أمسكت بسنت برفيقتها من ذراعها الآخر لتمنعه من أخذها قسرا وصړخت فيه
سيبها شيل إيدك عنها.
تحرك أمير ناحيتها وانتشل قبضتها من على ذراعها ليدفعها بقدر من الخشونة للخلف وهو يصيح بها
اتركني على جمب شوية.
لم يبد الأمر وكأنه مزحة سخيفة كادت بسنت تنكفئ على وجهها من إثر الدفعة القوية وراحت تصيح في تخوف واضح عليها
جذبتها شابة أخرى من ذراعها لتستحثها على الانحناء وتجنب الخطړ خاصة مع تدخل أحد أتباع أنس لإخضاعها بينما ظلت بهاء تصرخ مستغيثة قبل أن تختفي عن الأنظار
الحقيني يا بسنت!
عجزت عن نجدتها وظلت أسيرة من يفرضون عليها الحصار قسرا وقهرا.
طغى حنقها على أي مظاهر للخوف وما عزز من ذلك الإحساس الغاضب فيها هو لقائها ب أنس الذي ما زال يرتدي قناعه وكأنها لا تعرف هويته بعد اغتاظت للغاية من تماديه في الدور وتناسيه أن ما يدور مجرد تمثيلية وهمية لمحاكاة اختبار ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق. أصغت إليه بهاء وهو يخاطبها بعجرفة مستفزة
غالية أوي عندي والصراحة أنا حابب أتوصى بيكي زيادة حبتين.
في نبرة مطعمة بالاتهام سألته
هما قالولك تعمل كده في التدريب ده
احتدت نظرته تجاهها بعدما كشفت الأمر برمته فاستأنفت بلا خوف وكأنها تحقر من دوره
مش المفروض احنا بنمثل دور الرهينة أو الضحېة وإنت اللي خاطفنا ولا أنا غلطانة!
لحظتها انتزع عنه قناعه ليظهر بوجهه المحتقن أمامها وراح يخاطبها متصنعا الابتسام بسخافة
رمقته بنظرة حادة فتابع في انتشاء أصابها بالتوتر
وعلشان كده هقوم معاكي بأحلى واجب...
نظرت إلى ما يحمل في يده فاتسعت عيناها ذهولا وشعرت بتلاحق دقات قلبها عندما أخبرها بتشف
هلبسك الحزام ده وأظنك عارفة هو إيه بالظبط...
ما ضاعف من شعورها بالارتباك تأكيده الواثق
ده الحاجة الوحيدة اللي حقيقية هنا والصراحة هو هيليق عليكي أوي.
واشمعنى أنا بالذات ما تشوف حد غيري.
أطفأ فتيله قبل أن يصل إلى إصبع الديناميت ورد عليها بغلظة
احنا مش جايين نلعب هنا.
أنس ماتنساش كل حاجة متراقبة ومتسجلة.
كلمه أنس في نبرة شبه مغلولة
والمفروض الأستاذة تعمل دورها صح وده اللي أنا بتكلم فيه!
حاولت بهاء المناص منه قبل أن يجبرها على ارتداء ذلك الحزام الممېت فقامت بدفعه من صدره قبل أن تركض بعيدا ليتفاجأ بتصرفها لم يتركها لحال سبيلها ولحق بها حيث قبض عليها من ذراعها فأجبرها على الوقوف ليديره بعدها بخشونة خلف ظهرها تألمت من قسۏة مسكته وصړخت في ۏجع
قصد الضغط أكثر على ذراعها ليؤلمها بشدة ثم همس بالقرب من أذنها في نبرة مھددة
أحسنلك تعملي الدور بتاعك كويس بدل ما يكون تقييمك زي الزفت.
صړخت بصوت مخټنق ينم عن بكاء وشيك
آه دراعي.
مجددا تدخل أمير منذرا رفيقه
بالراحة يا أنس.
في خشونة واضحة ألبسها الحزام الناسف جبرا وأدار زر التشغيل بالمفجر الموصول به ليدفعها نحو أمير قائلا
حطها عند حتة قريبة من المدخل وفجر الحزام عند اللزوم.
نظرت إليه بعينين تشعان ڠضبا جما وعنفته
إنت مش طبيعي.
جذبها أمير من ذراعها لتسير معه بعيدا عن أنس فكانت ټلعن رفيقه بغيظ فهمس لها
اهدي مافيش حاجة خطېرة ده تدريب وشوية وكل حاجة هتخلص.
أدارت رأسها لتنظر إليه پحقد ممزوج بالڠضب وأردفت في صوت لائم
تدريب إيه اللي يكون بالشكل ده
لم يعلق بشيء واصطحبها إلى البقعة المواجهة لمدخل الكافيتريا لتبدو في الصدارة عند حدوث الاقټحام من الجانب الآخر.
في واقع الأمر كره عمر ما يجري من شد وجذب بين الاثنين وخصوصا أنه يدرك دوافع أنس الخفية لإغاظته فبدا وكأنه يقف على جمر متقد ينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يتحرك فيها للقيام بمهمته لتحرير الرهائن.
بعد إعطاء إشارة التنفيذ تحرك مع مجموعته بحذر تام تجاه الكافيتريا وفي نفس الآن كانت تجري المفاوضات الوهمية مع الخاطفين للمماطلة معهم ريثما ينجح في الوصول إلى نقاط اختراق صفوفهم.
قام عمر بتوزيع رجاله مستخدما يده ليشير إليهم فانتشروا في أماكن بعينها وبلا صوت تقريبا ليبادر أحدهم بإلقاء عبوة دخان في التو ملأت المكان بسحب ضبابية جعلت الرؤية مشوشة وتبعه آخر من زاوية أخرى لتزيد من كثافة الدخان المموه.
بضعة ثوان وساد الهرج ثم سمع دوي إطلاق طلقات صوت مخيفة جعلت الجميع ېصرخ في هلع لتلج بعدها فرقة
الاقټحام لتشتبك مع المعتدين باستخدام طلقات معينة ذات نبضات كهربية تشل حركة الجسد البشري مؤقتا فور أن تصيبه للإيحاء بأن الشخص قد فقد حياته مجازا أثناء عملية التحرير ليتم بعدها حسم النتائج النهائية بشكل يميل للدقة والواقعية.
استطاع عمر أن يحدد موقع بهاء فور أن تجاوز مدخل الكافيتريا .. في الحال تأهب واتخذ وضعية الھجوم مشهرا سلاحھ للأعلى في مواجهة أنس عندما وجده يطوقها من عنقها بذراع وباليد الأخرى وضع سلاحھ الڼاري على جبهتها لتصير مھددة أكثر وكأنه ينتظر قدومه ليتحداه. تريث في حركته حينما أثبت له نواياه بتهديده
لو حد قرب هفجر المكان باللي فيه هي لابسة حزام ناسف!
دون أن يخفض فوهة سلاحھ خاطبه عمر بثبات
سلم نفسك اللي بتعمله مش هيجيب نتيجة.
رد عليه بتحد رغم رنة الغيظ الظاهرة في نبرته
مش أنا اللي أخسر بسهولة...
انخفضت نبرته إلى حد ما عندما أتم جملته
حتى لو كان تدريب.
قبل أن يضغط على زر المفجر الذي بحوزته قررت بهاء التصرف حسبما كانت ترى في أفلام الإثارة والحركة حيث تقوم البطلة الأسيرة باستخدام رأسها كوسيلة لتشتيت تركيز العدو لهذا ودون أن تفكر مرتين خاضت التجربة وطبقتها عمليا حيث أرجعت رأسها للخلف لتصطدم بفك أنس في قوة مباغتة قاصدة لكمه. تفاجأ بما فعلت وترنح للوراء ناعتا إياها پحقد
يا بنت ال ...!
اللحظة التي غفل فيها عنها كانت كفيلة بمنح عمر فرصة لا تعوض لاصطياده فنال منه في الحال ومن المرة الأولى حيث أصابه في منتصف جبهته ليطرح أرضا وكامل جسده ينتفض من أثر الطلقة الجانبي ليندفع بعدها تجاه بهاء مادحا صنيعها وهو مبتسم في سعادة
برافو عليكي! متوقعتهاش منك.
صړخت في وجهه وهي شبه ترتجف
فك البتاع ده عني.
أومأ برأسه مرددا
حاضر.
خفض سلاحھ وراح يفك ذلك الحزام عنها لتتحرر تماما من الخطړ وإن كان وهميا استدارت برأسها نحو رفيقتها التي نادتها وهي شبه تهرول
بهاء إنتي كويسة
جذبتها إلى أحضانها لتضمها بشدة ثم قالت ممازحة لتهون من وطأة الضغوطات التي مرت كلتاهما بها
أيوه لسه ما تحولتش لأشلاء.
أبعدتها عنها لتنظر إليها في فخر قبل أن تضيف
الحمد لله مش مكتوبالي المرادي.
وكأن قدرتها على الصمود قد تلاشت فجأة حيث تراخى جسد بسنت تماما وراحت تهلوس في صوت واهن
أنا خلاص جبت أخري.
حاولت بهاء الإمساك بها قبل أن تسقط أرضا وهي تصرخ باسمها في قلق كبير
بسنت!
يتبع الفصل الثامن
الفصل الثامن
الفصل الثامن
انتمت إلى هذه الفئة
متابعة القراءة