رواية ضبط واحضار بقلم منال سالم
المحتويات
في تذمر وعلامات الاستياء بائنة على محياه
ده اللي خدناه من الدراسة وۏجع الدماغ.
لحظتها ردت عليه فادية متخذة موقفا دفاعيا عن ابنة شقيقه
ما تكبرش الحكاية يا سليمان هي قالتلك إنها كويسة وكمان ابن صاحبك وصلها مع بسنت.
للغرابة مدح عمها معروفه معها قائلا
فيه الخير الشاب ده ما يتخيرش عن أبوه في جدعنته.
قوست بهاء شفتيها في غير رضا مرددة بصوت خاڤت
تذكرت أيضا ما حدث للهدية العزيزة التي تلقتها من زوجة عمها فاعتذرت منها وهي تشير إليها متوجسة خيفة من ردة فعلها
طنط فادية مش عايزاكي تزعلي علشان الساعة اتكسرت!
على عكس ما توقعت لم تحزن منها الأخيرة بل قالت في حنو
فداكي مليون ساعة يا بيبو المهم إنك بخير.
ثم ربتت على كتفها وتساءلت في مكر وهذه النظرة العابثة تتلألأ في حدقتيها
فهمت ما ترمي إليه من طريقتها في الاستفسار عنه وكأنها تجمع معلومات ثمينة عن العريس المنشود فزفرت مطولا قبل أن تباعد نظرتها المزعوجة عنها لتهمهم بتبرم
أنا مش هخلص النهاردة!
..............................................
اتفقت مع رفيقتها على عدم الذهاب إلى الأكاديمية والاستراحة ليوم أو اثنين لاستعادة طاقتهما المفقودة وللتعافي أيضا من آثار المغامرات العجيبة التي فرضت عليهما. استغلت بهاء فرصة تواجدها بالمنزل لمساعدة زوجة عمها في إعداد الطعام وتنظيف الغرف وأيضا تجهيز الملابس غير المستعملة للتبرع بها لإحدى المؤسسات المهتمة بالعمل الخيري. كانت في أوج انشغالها بكي الثياب وطيها عندما قرع جرس باب المنزل لم تبد مبالية بفتحه وتجاهلت الرد لولا أن طلبت منها زوجة عمها بصوت شبه مرتفع
انتزعت بهاء السلك الكهربي الموصل للمكواة لتشغيلها من القابس وهي ترد
حاضر يا طنط.
ثم اتجهت إلى المطبخ لتحضر كيس القمامة من الصندوق لتعود إلى صالة المنزل لتفتح الباب بلا أدنى مبالاة بمظهرها العام فقد كانت ترتدي ملابسها المنزلية المعتادة من كنزة واسعة ذات لون برتقالي وسروال قماشي مزركش. أدارت المقبض ومدت يدها بالكيس في تصرف عفوي قائلة بتلقائية
لم تتخذ حذرها لهذا لم تتحر الدقة وتنظر أولا من العين السحرية للباب لتعرف هوية الضيف. انفرجت شفتاها عن صدمة حرجة عندما رأت عمر واقفا عند عتبة المنزل يطالعها بنظرة مطولة غريبة هربت الكلمات من على طرف لسانها وبقيت على حالها مذهولة مصډومة ليتدارك الموقف من تلقاء نفسه ويستهل كلامه معها بهدوء
يتبع الفصل التاسع
الفصل التاسع
قبل أن يقرر المجيء لزيارة بهاء في منزل عائلتها استعاد في ذاكرته تفاصيل ما قام به حيث تشاور مع زوجة شقيقه هاتفيا عن مسألة بعينها ليعرف رأيها كامرأة في ذلك الأمر فتعطيه النصيحة الأمثل بحكم خبرتها النسائية وبالتالي لا يتصرف بتهور. بعد التفاف حول الموضوع تكلم عمر أخيرا متسائلا
أتاه ردها مستفسرا
أعرف بس ليه
تهرب من الإجابة عليها بقوله
حاجة تخصي.
احترمت فيه رغبته في عدم الإفصاح عن الأمر ولم تضغط عليه لتخبره بترحيب
وماله شوف إنت عاوز اللون إيه وأنا هجيبلك طلبك.
شكرها في امتنان
تسلميلي يا رب.
استطاع سماع صوت شقيقه يتساءل في نبرة فضولية
هو الكلام على مين
استمع إلى زوجته تنهره بمزاح
دايما حاشر نفسك في اللي ملكش فيه!
بطريقة ماكرة استطرد عامر وكأنه يخمن جزافا ما وراء مكالمته
شكل الموضوع فيه مزة جديدة صح ولا أنا غلطان
لم ينطق عمر بشيء فواصل التخمين بلؤم
مش سامعلك حس يا رب تبشرنا قريب.
من جديد هتفت فيه سلمى لتستحثه على الكف عما يفعل
الأكل جاهز على السفرة كل يا عامر وماتضايقش أخوك.
رد عليها زوجها بتذمر
أنا ليه حاسس إنه جوزك مش أنا دايما واخدة صفه على طول.
بررت له اتخاذها لجانبه
علشان هو غلبان وطيب.
قال مبترما
وربنا إنتي ظلماني!
ظل عمر صامتا يصغي لشجارهما اللطيف قبل أن يفوه في هدوء
طيب هسيبكم تكلموا خناق وهستنى منك مكالمة.
ردت عليه بإيجاز قبل أن تنهي المكالمة
عينيا.
عاد مرة ثانية إلى أرض الواقع ليتطلع بنظرات مهتمة إلى من تقف أمامه في حالة من الصدمة والذهول. استوعبت بهاء ما يدور وأرجعت ذراعها الممدود بكيس القمامة للخلف لتسأله في غير تصديق وبنبرة تحمل القليل من الاتهام
إنت جاي تعمل إيه هنا
في شيء من المعاتبة خاطبها
طب نرد السلام الأول.
تداركت الموقف وقالت وهي تتأمل هيئته المتأنقة
سوري وعليكم السلام.
أضاف متسائلا في مرح
مش هتقوليلي اتفضل ولا مافيش إكرام للضيف اللي جاي!
ضيقت المسافة بين حاجبيها قبل أن يرتفعا للأعلى عندما أتم جملته في نفس الأسلوب الممازح
وخصوصا إني مش جاي أرمي الژبالة.
في التو وبشكل تلقائي خبأت كيس القمامة وراء ظهرها لتحمحم قائلة بخجل بائن على قسماتها ومشيرة بيدها تدعوه للدخول
اتفضل.
تنحت للجانب فمر من جوارها دائرا ببصره على ما حوله بنظرة سريعة توقف في صالة المنزل عندما تبعته متسائلة
هو إنت عرفت الشقة إزاي
الټفت ناظرا إليها ليرد
بسيطة سألت البواب وطلعت.
رفعت يدها أعلى رأسها المتناثر خصلاته قليلا لتسوي شعرها مهمهة
أه صح.
ابتسم قليلا مضيفا في مكر
وبعدين أنا قولت أجي بنفسي طالما إنك مش بتردي على رسايل الماسنجر.
برزت عيناها هاتفة في ذهول
إيه
لم يتركها على دهشتها كثيرا بل انتقل لسؤاله التالي مواصلا الابتسام في أدب
هو عم سليمان موجود
جاوبته بارتباك ظاهر في نبرتها
لأ قصدي .. هو بيجيب حاجة من تحت وطالع.
سألها في نفس الأسلوب المهذب
تمام تسمحيلي أنتظره
أشارت له بيدها نحو غرفة مغلقة موجودة على يمينه
أها اتفضل.
من الداخل استمعت فادية إلى ذلك الصوت الرجولي الغريب فخرجت من غرفتها متسائلة باندهاش
بتتكلمي مع مين يا بيبو
رأت شابا طويل القامة وسيم الملامح يرتدي سروالا قماشيا من اللون البيج ومن الأعلى يضع قميصا كحلي اللون يقف في صالة منزلها فتساءلت بعفوية وهذه الابتسامة البلهاء تظهر على شفتيها
هو احنا عندنا ضيوف
قامت بهاء بتعرفيه وهي تشعر بالإحراج من تواجدها معه
ده الرائد عمر الناغي اللي بيدرسلي في الأكاديمية وآ...
لم تستطع إكمال جملتها لأنها لم تعرف بعد السبب الحقيقي وراء زيارته المريبة ولم يبد من وجهة نظرها أنه جاء بالفعل لمقابلة عمها للغرابة وجدته يكرر مرة ثانية سبب
قدومه وكأنها مسألة مفروغ منها
أنا جاي أقابل عم سليمان.
دنت منه فادية قائلة بترحاب ودود
هو زمانه جاي حضرتك انتظره في الصالون وأنا هكلمه على الموبايل أستعجله.
أومأ برأسه بخفة معقبا
شكرا لذوقك.
سبقته بخطوة لتدعوه للدخول والجلوس على الأريكة متابعة ترحيبها الأليف
أهلا وسهلا بيك اتفضل ارتاح.
ثم استدارت موجهة أمرها إلى بهاء في تعجل
روحي هاتي حاجة ساقعة أوام يا بيبو...
قبل أن تتحرك الأخيرة استجابة لأمرها راحت تسأل الضيف لتتأكد من عدم ممانعته لتناول ما اقترحته عليه
ولا تحب تشرب حاجة سخنة
أجاب بتهذيب
مالوش لزوم.
أصرت عليه قائلة
مايصحش دي حاجة بسيطة.
في لباقة واضحة رد
أي حاجة مقبولة.
سرعان ما لكزت فادية بيدها بهاء في ذراعها هاتفة بتحمس
يالا يا بيبو.
أطاعتها مرددة وملامحها تشي بدهشتها الحائرة
طيب.
سددت بهاء قبل أن تسير عائدة إلى المطبخ نظرة فضولية إلى عمر لتتساءل مع نفسها بتحير
هو جاي ليه أصلا!
استوعبت أنها كانت ولا تزال تحمل كيس القمامة في يدها لتشعر بحرج كبير وتتمتم بخجل لا تعرف كيف ستتجاوزه عندما تلقاه مرة أخرى
يادي الفضايح هيقول عني إيه دلوقت بمنظري ده لأ
متابعة القراءة