كله بالحلال بقلم أمل نصر
المحتويات
يا شاكر باشا فضلت تحرب لحد ما قعدت على تلها .
لو سمحتي يا هانم انا مسمحلكيش
صدرت منه بحمائية غير متقبلا لفعلها امام البشر التي الټفت نحوهم نتيجة الصوت ليتابع بحدة
زي انتي ما بتدافعي عن ولادك انا كمان لا يمكن هسمح ان حد يمس بنتي ولو بكلمة واحدة ولو عن مشكلة ابنك مع خطيبته فدي حاجة تحلوها مع بعضكم اما انا ولادي فدول خط احمر عندي ومن غير عن اذنك.
فتحركت هي ابضا متخذة طريقها نحو الخروج على الفور والمغادرة نحو هؤلاء الملاعين ابناءها حتى تنقذ ما يمكن انقاذه.
اما عن شاكر فكان اول رد فعل منه بأن اتصل بابنته فور استقلاله لسيارته
بادرها بالسؤال فور ان وصله صوتها لتجيبه على الفور
انا برا البيت يا بابا هو انت عايزاني ف حاجة
برا فين يعني بالظبط عزيز معاكي
أجفلها بعصبيته حتى خرج ردها باستهجان لا تخلو من قلق
اللي جاب سيرة عزيز يا بابا انا في جامعتي اصلا.
بانفاس متلاحقة لفرط غضبه عاد مشددا عليها
متأكدة يا بسمة من كلامك ده يعني ما شفتيهوش النهاردة خالص.
انا مش فاهمة حاجة.
رد يجيبها مباشرة وبدون مواربة
اللي حصل ان قابلت الست والدته وعرفت منها ان الباشا فركش خطوبته......
قاطعته بلهفة وعدم تصديق
ايه فركش خطوبته انت بتتكلم جد يا بابا
رفض شاكر تلك الفرحة التي تخللت نبرتها ليهدر حازما بها
بسمة...... انا بكلمك يعني تسعمي الكلام وتردي عليا بالحرف الواحد ليكي اي صلة بالخطوبة اللي اتفركشت دي .
اقسم بالله لا يا بابا ما انت عارف الموضوع من اوله زي ما حكيالك عنه لا اعرف بالخطوبة اللي اتفركشت ولا بأي شيء يخص الاتنين إنت عارفني وعارف صراحتي معاك انت عودتني على كدة
عارفك يا بيبة عارفك يا قلب بابا انا بس كنت بطمن مش اكتر .
خرجت منه ببعض الارتياح لمعرفته الأكيدة بصدق ابتته التي لا تخجل من فعلها ولو أخطأت وحتى يتحدث بعد ذلك عن ثقة لو قابل هذه المرة الأخرى باتهاماتها .
كانت ليلى جالسة بنصف نومة على تختها وهي تتحدث مع ممدوح على الهاتف جاهلة عمن دلفت الى المنزل بڠضبها تريد شحنة افراغ غليلها فيمن تقابله الان
يا حبيبي متشغلش نفسك انت هي شوية خنقة وهيروحوا لحالهم .
ما انتي بتقولي خنقه يبقى ازاي مشغلش نفسي بس دا انا مش قادر انام من امبارح يا ليلى نفسي بقى الايام دي تعدي ونتجوز.
يا سيدي اتحمل بقى واصبر او الأحسن تدعي ماما ربنا يهديها وترضى عن الجوازة
ضحكت ليلى على الدعابة توقن بصحة العبارة مفضله الضحك عن الحزن حتى انها همت لتبادله المزاح ولكن قطع اندفاع والدتها التي دخلت كالإعصار تدفع الباب بخشونة على الجدار حتى اصدرت صوتا عاليا مزعج وتجفله بهذه الهيئة الغاضبة.
مالك يا ماما داخلة كدة ليه حصل حاجة
تجاهلت منار الرد لتندفع مباشرة نحوها وبدون استئذان خطفت الهاتف منها لتوجه الكلام للاخر امام دهشة ابنتها
اسمع ياللي اسمك ممدوح احنا معندناش بنات للجوز ولا رجالة كمان سامعني فهم اختك بقى لو وصلك القصد.
شهقت امام صدمة الاخر تهتف معبرة عن اعتراضها
ايه اللي انتي بتقوليه دا يا ماما سيبي هاتي التليفون
مفيش تليفون
رفضت منار لتعود مشددة بالصياح
سمعتني بقول ايه ليلى مخطوبة لابن خالتها يعني انت تخلي عندك ډم ومتكلمهاش تاني حلو عننا بقى انت وعيلتك مش عايزة اشوف حد فيكم لا انت ولا اختك ولا ابوك سيبونا في حالنا بقى.
يا ماما حرام عليكي سيبي التليفون بقى
صړخت ليلى بها تحاول منعها باستمامتة حتى انهت منار المكالمة لترمي الهاتف بطول ذراعها نحو الحائط حتى نزل على الأرض متهشما لقطع مما زاد على ليلى لتصرخ
يا نهار اسود انتي بتعملي كدة ليه اللي انت عمليته ده
ضاعفت منار من حدتها لتقبض على رسغ ابنتها تهدر بټهديد ووعيد
اللي عملته هو الصح من هنا ورايح مفيش تليفونات ولا في االصحاب انا مش هسمح لبنت هبلة زيك تبوظ كل اللي عملته وبنيته في حياتي الولد هتقطعي علاقتك نهائي بيه لا هو ولا اخته هيبقى ليهم صلة بيكي. هتتجوزي ابن خالتك واخوكي المتخلف ڠصب عنه هيرجع للبنت لخطيبته رانيا فاهماني .
وايه اللي يغصبني بقى يا ماما
هدر بالصوت من خلفها لتترك ابنتها معطيه كل انتباهاها له وتجيبه بتحدي
انا اللي هغصبك يا روح قلبي ما دمت انت سفيه ومبتقدرش كلمتك مع الناس بتفسخ البنت من غير سبب يا عزيز بتتحدى والدتك وتكسر قلب بنت بريئة ملهاش اي ذنب
بلاش منه الكلام ده يا ماما.
صړخ بها يوقفها متابعا
انا عايز افهمك بس ان انا عرفت كل حاجة وعرفت الكلام الۏسخ اللي اتقال في ضهر بسمة من ابن اختك الواطي عشان ينفذ امرك ترضي الكلام ده يتقال على بنتك يا ماما .
صړخت بدورها به
اخرص يا ولد متقارنش اختك بالبنت دي جاي تتشملل وتدافع عن البنت دي بأي حق صفتها ايه دي عندك عشان تخرب حياتك وتدافع عنها كدا مين دي عشان تديلها قيمة متستحقهاش
رد بلهجة لا تقبل النقاش
صفتها حبيبتي وخطيبتى يا ماما! انا مش هتجوز غير بسمة ولو مفيش في الدنيا غيرها يبقى مفيش جواز اصلا
..... يتبع
الفصل الرابع والعشرون
متطلعا في الفراغ بوجوم مصډوما وكلمات المرأة ورفضها بما يقارب الإهانة الموجهة له ولأسرته فعل لم يتوقعه منها على الإطلاق انه حتى الان لا يستوعب جرأتها وحدتها في الرد عليه تبا....
انها حتى لم تعطيه فرصة للنقاش او الاستفسار فيما جعلها بهذه الشراسة معه .
بابا وصل يا ممدوح
هتفت شقيقته تنبهه بعودتها من الجامعة ثم اقتربت امام جموده وتطلعه لها بهذا الصمت المريب
ايه مالك انت كمان ساكت ومبلم كدة ليه حد بلغك بخبر وحش في التليفون اللي ماسكه بإيدك ده
اجابها بتششتت
منار رفضتني يا بسمة كنت بكلم ليلى وفجأة لقيتها دخلت في الخط تقريبا هزقتني انا مش فاهم هي عملت كدة ازاي لحد دلوقتى دي زي ما اكون في طار بايت بيني وما بينها .
سمعت منه لتهتف معبرة عما يجيش به صدرها من حنق تجاه هذه المرأة
رفضتك! ېخرب عقلها هي الست دي ما بتضيعش ةقت لحقت كدة بسرعة تتخذ القرار وتنفذ دي اكيد عند فينا يا ممدوح بعد ابنها ما فسخ خطوبته مع اللي اسمها رانيا دي طب هي بتعاندك انت وليلى ليه ايه ذنبكم تتاخدوا في الرجلين بسبب حرب اثبات الارادة اللي ما بينها وما بين ابنها.
سألها مستفسرا
وانتي اش عرفك ان عزيز فسخ خطوبته اذا كان ليلى نفسها كنت بكلمها من شوية ومكنتش تعرف....
توقف يرمقها بنظرة عاتبة فهمتها على الفور لتدافع موضحة
بابا هو اللي قالي يا ممدوح انت كمان ميروحش فكرك لبعيد.
بابا!
تمتم قاطبا بعدم فهم حتى دلف الآخر عائدا من الخارج بهيئة واجمة يضع علاقة المفاتيح بجيب سترته ثم يلقي التحية بروتينيه خالية من ابتسامته المعهودة ساخرا دون مرح
مساء الخير مالكم انتوا الجوز مبلمين ولا تماثيل المحطة ايه زرعتوها بطيخ طلعت فجل.
رد ممدوح يبادره الحديث
طلعت منار يا بابا .
مالها منار
سأله بارتياب وهو يجلس مقابلا لهما فجاء الرد من بسمة
الست المفترية بلغت رفضها لممدوح يا بابا رافضة اي ارتباط بعيلتنا بټنتقم من عزيز فينا
ازداد عبوس الرجل وتلك الخطوط الطولية برزت بحدة على الملامح المشتدة ليزفر بتعب قائلا
هي دلوقتي عاملة زي المجنونه وعايزة تخبط في اي حد قدامها انا كنت معاها لما جالها الخبر وبلغتها البنت في التليفون وشوفت حالتها كانت ازاي
منار شخصية عنيدة وصعبة أكيد الحړب مع ولادها هتبقى طاحنة لأنها ببساطة حرب تواجد كل واحد عايز ينفذ اراداته ضد رغبة التاني هي قوية وبتعرف تستخدم اسلحتها كويس وعزيز مش هين عشان يرضخ لها ولا يستسلم........
قاطعه ممدوح يقول بجزع
طب وليلى يا بابا دي رقيقة ومش حمل الاتنين انا كدة مش هقدر انام من الخۏف عليها لا الست المجنونه دي تزيد في عنادها وتجوزها للمتخلف ابن خالتها عليا النعمة ساعتها اروح فيه في داهية واللي يحصل يحصل.
اصبر يا حبيبي الموضوع ميتاخدتش كدة.
امال يتاخد ازاي بس يا بابا ما انت بتقول انها ست قوية.
عقبت بها بسمة بتساؤل اجاب عنه شاكر بعقلانية
هي قوية وهما حقهم يدافعوا عن حقهم بس كمان مش لدرجة انهم يكسروها دي ام وشايفة انها ضحت
بعمرها اللي افنته عليهم بعد ۏفاة جوزها الولاد لازم ياخدوا بالهم منها الحتة دي وانتوا كمان اكتر منهم منار مش شيطان هي بس محتاجة اللي يراوضها.
انتفض ممدوح مرددا خلفه باستنكار
يا نهار اسود يراواض مين يا بايا بس بقولك بلغتني رفضها وهي بتزعق وتشخط فيا عشان ابعد عنها انا وعيلتي تصور استنى ايه منها دي
ملكش حل غير انك تستنى على ما تهدى الدنيا شوية بين الست وابنها لازم يبقى عندك صبر الايام دي بالذات لازم يبقى عندنا زوق ونراعي صډمتها بعد مفاجأة عزبز لها بفسخ الخطوبة ولما نشوف دا كمان هيعرف يتصرف كويس ولا هيعك ويزود الطين بله
قال الأخيرة بنظرة مفهومة نحو بسمة التي اطرقت رأسها بتفكير وهم بعد ان استدركت لتعقد الامر أكثر مما يجب وهي التي ظنت ألسعادة والفرح وقت ما علمت بفسخ الخطبة متذكرة قوله عن تصليح الخطأ عما قريب ولكن يبدوا انها اخطأت بالفعل
صاحت منار باستهانة مررد بتهمكم
الله عليك يا استاذ عزيز عاجبني اوي الوصف بتاع خطبتشي وحبيبتشي سيادتك قررت وحددت هدفك كمان فسخت خطوبتك والهانم اللي دايرة على حل شعرها واقفة في انتظارك مستنية حضرتك تاخد الخطوة اللي تثبت انتصارها على والدتك يا سبع الرجال يا مدوخ البنات يا
للي حتة بنت ولا تسوى خليتك خاتم في ايدها
سمع منها ليعقب مصډوما
يااا يا ماما كل ده شايلاه في قلبك على بسمة دي عيلة قد اصغر بناتك دي اللي انتي واخداها تحدي معاها عملت ايه معاكي عشان تكرهيها بالشكل ده
صړخت به هادرة
عملت اللي معملتوش اي واحدة قبلها خطڤتك مني خليتك تقف في وشي وتهاجمني دي لو بنت محترمة زي رانيا كانت فضلت مكانها ولا كنت انت بصيت لها ساعتها بس هي عشان لافة ودايرة عرفت توقعك.
كفاية بقى يا ماما كلامك ده عليها انا ضاغط على نفسي بصعوبة عشان ما بجحش في الرد عليكي
قالها عزبز وتوقعت عيناها مرددة خلفه بعدم تصديق
تبجح فيا انا يا عزيز انا امك تستاهل منك كدة
تدخلت ليلى الصامتة منذ بداية الشجار
يا
متابعة القراءة