كله بالحلال بقلم أمل نصر
المحتويات
بالحديقة والذي أعدته اليوم ليكون مقرا للإحتفال الصغير الذي سوف تقيمة وأعدت عدته منذ الأمس بمناسبة يوم ميلاد صديقتها وحبيبته ليلى .
صباح الخير.
صباح الفل يا قلبي ايه رايح الشغل
لا النهاردة اجازة بس ورايا كام مشوار لازم اعملهم.
قالها بعدم تركيز وعينيه تجول حولها على ما قد اضافته بلمساتها الانثوية الرقيقة حتى طغى على كل ما قام بفعله بالأمس
ضحكت تتعلق به كالعلقة لتشير بيدها نحو الإضافات التي قامت بها تصف قيمتها وفائدتها في احتفال الفتيات في هذا العصر ليعبر عن دهشته بالضحك ساخرا على هذه التفاصيل البسيطة والتي قد يصنفها بعض الرجال بتفاهات ولكنها ذات قيمة عالية بالنسبة للنساء.
معقول يا بسمة كل دا عشان ليلى هي غالية عليكي للدرجادي
ردت على الفور بتأكيد
طبعا دي ارق وأطيب واحدة عاشرتها من
كل اصحابي.
رغم ابتهاجه لقولها إلا أنه لم يقوى على كباح سؤاله الملح
طيب ولما هي غالية عليكي للدرجادي بعدتي ليه عنها السنتين اللي فاتوا انا تقريبا افتكرتك قطعتي علاقتك بيها.
داعبها يمسك طرف ذقنها بأصباعيه ليعلق مذهولا لشرودها
اجابته بصدق ظهر جليا في نبرتها وهذه اللمعة الخاطفة في عينيها بتأثر
اصلها فترات يا ممدوح بتعدي علينا فترات ما بين التوهة وخوض التجارب لحد ما نرسى على حقيقة اللي حوالينا ونرجع بعدها ندور ع الحاجة الحلوة اللي تستاهل بجد اننا نتمسك بيها.
قالها بابتسامة زادت على وجهه بهاءا وابتهاج لتقارعه مشاكسة
إنت ايه رأيك
بطرف كفه طرق على جانب رأسها قبل ان يتحرك ويتركها مرددا
رأيي في إيه يا عفريتة مالك انتي ومال رأيي
ذهب من أمامها يتركها تتطلع في أثره حتى رددت بالسؤال من خلفه
طب ناوي تيجي بدري النهاردة ولا هتخلع
التف يجيبها وهو مستمر في خطواته ذاهبا
ظلت تشيعه بابتسامتها ونظراتها المحبة حتى غادر من باب المنزل الخارجي لتطلق تنهيدة حالمة من العمق تتمنى استمرار الأمر هكذا في التقدم حتى يتحقق ما تتمناه واقتران كل حبيب بحبيبه فما توصلت له حتى الآن من نتائج مبشرة تزيد من داخلها الأمل في تحقق ما تتمناه وتريده ولكنها ما زالت في البداية.
اهتز الهاتف فجأة بجيب سترتها تناولته سريعا حتى صعقټ برؤية اتصاله وكأنه سمع النداء
الووو صباح الفل يا قمر.
ردت تجيبه بصوت مهتز وقد غلبه خفقان قلبها المدوي داخلها فرحا باتصاله
صباح الورد والنرجس كمان
والى ليلى التي كانت تتناول وجبة الإفطار مع والدتها غافلة عن كل التحضيرات وما يعد لهذه الليلة السابقة لموعد ميلادها كانت منشغلة بالتصفح على هاتفها بعدم انتباه لحديث والدتها معها حتى عنفتها غاضبة
انتي يا بت اعملي احترام ليا واقفلي الزفت ده على ما تخلصي طفح.
رفضت تردد بتذمر
حاضر يا ماما هقفل بس استني اخلص الشات ده من صاحبتي اللي ع الواتس.
على صوت منار هذه امرة بحزم
بقولك اقفلي يا زفتة بدل ما اسحب منك الفون دلوقتي حالا.
اهو اهو.
اغلقته مرغمة لتضع همها في تناول الطعام بغيظ جعلها لا تتحدث سوى بكلمات مقتضبة حينما تجبرها منار بالسؤال فعقلها كان منشغل بالتفكير في الأسئلة التي كانت تصلها عبر رسائلنا معه قبل غلق الهاتف هذه لمره كان ملحا في الطلب عما تحبه ومالا تحبه عن ملابس عن الوان عن اشياء ذات قيمة كالتي تعشقها الفتيات وهو لا يعلم عنها نتيجة لخبرته القليلة في الاختلاط بالاناث عما تهوي عما يلفت يلفت نظرها ويثير إعجابها حينما تتسوق لا تدري لما شعرت بغرابة أسئلته هذه المرة .
تاني برضوا سرحتي يا بنت هو انتي ايه حكايتك بالظبط
خرج صوت منار هذه المرة بقوة اجفلتها حتى انتفضت لتنتبه على اللقيمة التي كانت بفمها من وقت ما وضعتها منذ لحظات ولم تمضغها لتلوكها سريعا وترد بدفاعية
يعني هيكون حكايتي ايه بس يا ماما ما انا قولتلك كان معايا مراسلة مع واحدة صاحبتي وانتي اجبرتيني اقطع عليها وأقفل الفون ايه تاني بقى
ايه تاني هو انتي طول ما ماسكة الفون دا ليل نهار هتركزي في حاجة ثم تعالي هنا ايه اهمية الحوار اللي بينك وبين صاحبتك ويخليكي تسرحي للدرجادي
أجفلتها بالسؤال وهذه النبرة القوية في التوبيخ وكأنها تتعمد استدراجها حتى هذه النظرة التي توجهها اليها ليست مريحة على الإطلاق لذلك لم تجد بدا من التهرب والمرواغة
وليه متقوليش يا ماما ان انتي النهاردة اللي مستلماني ع العموم انا قايمة وسيبهالك خالص وبلاها من فطار.
صعقتها بردها حتى شهقت تنتوي ان توقفها صائحة بها لتنهرها على قلة زوقها قبل ان تذهب ولكن منعها مجيء ابنها الأكبر بعد ان خرج من غرفته على اصواتهن ليتلقف شقيقته قائلا
ايه في ايه بس ع الصبح وليه الخناق مالك يا بت
قال الاخيرة يمسك بإصباعيه طرف انفها بمداعبة ثقيلة ازعجتها لتهتف بوجهه متذمرة
يووه يا عزيز انت كمان كان ناقصني غلاستك دي ع الصبح
ضحك يكرر الفعلة على عدة انحاء من وجهها ليزيد من سخطها بعد ان اوقفها مجبرة فتولت والدته الرد هي الأخرى
اديك شوفت بنفسك يا غالي الحلوة مش مستحملة كلمة
من امها لأ وكمان بتقل أدبها وتقوم من قدامي من غير ما تستأذني يعجبك دا يا عزيز
انا قليت أدبي يا ماما
بس يا بت متقاوحيش
قالها عزيز بأسلوبه الهادئ ليلتف نحو والدته يخاطبها بتغزل
ست الكل لما تتكلم محدش يراجعها ولا ايه يا قمر
تبسمت له منار تجاري مداعابته لها قائلة بقصد
قولها يا حبيبي ع الله تفهم بس ان انا امها ولازم تسمع كلامي وتحترمني وهو في حد في الدنيا هيعرف مصلحتها اكتر مني
لأ طبعا يا قمر.
قالها عزيز قبل ان يعود لشقيقتها يدعي الحزم
سمعتي يا بنت قالتلك ايه اوعي تزعليها تاني مرة.
اومأت له ليلى بابتسامة صفراء قبل ان يجفلها بقبلته على وجنتها ليلف ذراعه حول كتفها يضمها اليه
ايوة كدة شطورة
عقبت منار على فعلته ساخرة
يا ما شاء الله دا انت بتبوسها كمان
طبعا يا قلبي ومبوسهاش ليه مش هتكمل عشرين سنة بكرة قطتي كبرت وبقت عروسة يا ماما.
تبسمت ليلى على ذكر لقبها المحبب منه بالإضافة بتذكره لموعد ميلادها مما جعلها تلف ذراعها حول خصره قائلة بامتنان
حبيبي يا خويا دا انا نفسي مفتكرتش.
عشان انتي عبيطة يا روحي.
ضحكت تضربه بقضتيها وهو يزيد عليها بمشاكساته امام انظار والدتهن وقد راقها ما يفعله ابنها مع شقيقته رغم استغرابها بعض الشيء لتذكره الميعاد وهو المعروف عنه ضعف الذاكرة في هذه المناسبات فهي المتكفلة بهذه الأشياء دائما بإقامة الحفلات وابتياع الهديا كما فعلت منذ ايام واعدت في صمت تام لهذا اليوم بالاشتراك مع ابن شقيقتها سامح بغرض التقريب بينهم حتى تعلم بقيمته الحمقاء.
قي وقت لاحق من االيوم
وقد ولجت منار الى داخل غرفة ابنها الذي كان يهندم نفسه امام المراة بأناقة مبالغ فيها مما لفت انتباهاها لتسأله باهتمام
ما شاء الله عليك يا قلبي ايه الشياكة دي كلها
التف اليها يستعرض اناقته بهذه السترة التي ابتعاها جديدا لهذا اليوم وقد زادت على وسامته تزيده سحرا ليخاطبها متسائلا
ايه رأيك يا ست الكل لايق الجاكت الجديد
تبسمت له قائلة بإكبار
ولما ما يلقش الجاكت على عزيز هيليق على مين بقى انت قمر يا نور عيني بتليق عليك اي حاجة بس مقولتش بقى ايه مناسبة الشياكة والطقم الجديد
رد بابتسامة مرواغة اعتادت عليها هذه الايام
يا ست الكل هو لازم يبقى في مناسبة بقى عشان البس الجديد التغير مطلوب يا قلبي عشان الواحد يعيش شبابه يتنزه انا عايز دايما ابقى اجمد واحد وسط اصحابي ولا ايه
ايه
رددتها ثم افتر فاهاها بضحكة تجاريه رغم الشكوك التي بدأت تدور برأسها
طبعا يا حبيبي دا اللي انا متعودة عليه منك
وبتشرف بيك قدام صحابي.
نهت تبتلع باقي الكلمات والتساؤلات تسمع لحججه وبعض الاخبار التافهة التي ليس لها معنى حتى فاجئها بسؤالها
هي البت ليلى خلصت ولا لسة
ذوت ما بين حاجبيها تجيب عن سؤاله بسؤال
خلصت ايه
اجابها سريعا وقد انشغل بتناول هاتفه ليتصل على احد الأشخاص
اصلها خارجة معايا اوصلها معلش يا ماما اندهي عليها على ما خلصت المكالمة اللي في ايدي
هتخرج معاك فين يا ولد
اشار لها بيده غامزا وقد اندمج في المكالمة
ايوة يا هشام انت فين
حينما يأست من اجابته واندماجه في الحديث مع صديقه اضطرت ان تخرج وتتركه تعض على شفتيها بغيظ حتى خرجت تصفق الباب خلفها ليصلها صوته من الداخل
لا يا بني انا مش خارج معاكم النهاردة عندي مشوار مهم .
ضاقت عينيها وزاد الارتياب داخلها عن ماهية هذا الموعد الهام الذي جعله يتأنق بهذا الشكل وبدون اصداقائه!
وفي داخل غرفتها كانت هي الأخرى لا تقل عجبا من حديث صديقتها معها عبر الهاتف
يا بنتي والله قربت اخلص لبس اهو انا مش فاهمة انتي مصممة ليه على مجيتي عندك ما كنا خرجنا وخلاص........ كمان دي مستغرباها اكتر....... ازاي يعني عزيز يجي معايا يكونش هيخطبك يا بت
تبادلت معها الضحكات حتى دلفت اليها والدتها دون استئذان تجفلها بحضورها مما جعلها تغلق فمها سريعا وتنهي المكالمة.
طيب يا قلبي مع السلامة بعدين ابقى اكلمك.
هي مين اللي هتكلميها بعدين
قالتها منار بتسأل وكان رد ليلى
يعني هيكون مين بس يا ست الكل دي واحدة صاحبتي.
رددت من خلقها بلهجة شابها السخرية
ااه واحدة صاحبتك!
ظلت واقفة تطالع تأنق ابنتها بوضع اللمسات الأخيرة من زينة وجهه لتبدوا شديدة الجمال لقد كبرت طفلتها بالفعل كما قال عزيز.
ماما انتي عايزة حاجة
سالتها ليلى حينما طال تحديقها بها وهذا الصمت الغريب عن شخصيتها فجاء ردها بمكر
لا يا حبيبتي انا مش عايزة منك حاجة انا بس جاية استعجلك اخوكي خلص لبس مش انتو خارجين مع بعض برضوا
لاح بعض الارتباك على وجه ليلى قبل ان تتدارك سريعا نافية .
لا يا ماما هو مش هيخرج معايا دا بس هيوصلني انا متفقة معاه على كدة .
اه يا حبيبتي مصدقاكي يمكن انا فهمت غلط.
شعرت ليلى بعدم الارتياح لهذه اللهجة منها ولكنها تغاضت عن التركيز فور ان سمعت بنداء
متابعة القراءة