رواية بقى منها حطام أنثى لمنال سالم
المحتويات
قائلا بإرتباك
إيثار أنا كنت عاوز أقولك آآ.. يعني آآ... أنا بأحس معاكي بحاجات كده وآآ.. وببقى عاوز .. أنا مش عارف مالي
ضارب لخمة كده ليه !
توترت من نظراته إليها ومن اعترافه الوشيك بحبه لها فحاولت أن تهرب منه فتحججت قائلة
احم .. انا أتأخرت !
ثم نهضت من مكانها فصدم مالك من ردة فعلها وهتف بصوت مرتفع
أطرقت رأسها وهي تكمل بإصرار
معلش يا مالك مش هاينفع أقعد أكتر من كده !
عبس بوجهه وهو يتوسلها بضجر
بس أنا مكملتش كلامي !
ضغطت على شفتيها قائلة
معلش مرة تانية
غمغم مع نفسه بضيق
يادي كلمة معلش اللي جايبنا ورا !!
ثم سألها بجدية بادية على ملامحه
طب هاشوفك تاني
ردت عليه عفويا وهي تهز كتفيها
ابتسم لها بإشراق وهو يهمس لها
أنا نفسي أشوفك كل لحظة وكل ثانية وماتغبيش عن بالي أبدا
ارتبكت من كلماته وقبضت على حقيبتها وتنحنحت قائلة بحرج
احم .. عن اذنك !
تابعها إيثار وهي تخطو الطريق للجانب الأخر ثم رفع يده على رأسه ومررها في خصلات شعره ليضيف بمرح
أوزعة بس مسيطرة !
اتسعت حدقتي سارة بذهول جلي بعد أن رأت مالك وإيثار معا ..
وضعت يدها في منتصف خصرها وهزت ساقها بعصبية وضيقت عينيها لتنظر بعدائية ورددت مع نفسها بتوعد
كده عيني عينك وماله يا إيثار ! أنا وراكي لحد ما أعرف حكايتكم ايه !
اقتربت منها رفيقتها وهتفت لها بصياح
يا سارة هتفضلي واقفة عندك كتير يالا عشان نلحق نشتري بقية الحاجة
طيب .. طيب جاية أهوو !
............................................
أسند محسن فنجان القهوة على طرف المكتب بعد أن انتهى منه ونظر إلى عمرو بجدية ليكمل حديثه الملل
ومن يومها وأستاذ عبد الواحد بقى فرخة بكشك عند الإدارة
زفر عمرو قائلا بضجر وهو يوقع بعض الأوراق
هز محسن رأسه ليقول بفتور
ماشي يا سيدي .. أنا بأعرفك تاريخ كل واحد هنا في المصلحة
رد عليه عمرو بعدم إكتراث
وأنا مش بأهتم بالكلام ده !
نهض محسن عن مقعده ودار حول مكتبه ليجلس في المقعد المقابل لمكتب عمرو وتشدق قائلا
عارف يا عمرو أنا استريحتلك أوي بأعتبرك أخويا الصغير !
كتر خيرك !
تعمد محسن العبوس بوجهه وأجفل نظراته وهو يكمل بحزن مصطنع ليثير فضول وإهتمام رفيقه أكثر
من يوم ما مراتي ماټت وأنا آآ...
رمقه عمرو بنظرات إستغراب مقاطعا إياه بإهتمام
هو انت كنت متجوز
تنهد محسن تنهيدة حزينة ليجيبه
اه .. بس الله يرحمها ماټت من فترة !
مط عمرو شفتيه ليقول بنبرة مواسية
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمها ويصبرك
أضاف محسن قائلا بضيق زائف
كانت انسانة طيبة عمرها لا اشتكت من حاجة وكانت راضية بنصيبها !
سأله عمرو بفضول وهو يشبك كفيه معا
على كده عندك أولاد منها
هز محسن رأسه نافيا
لأ ربنا مأرضش
ربنا يخلف عليك بالأحسن !
قالها عمرو وهو يعاود مطالعة الملفات المتراصة على سطح مكتبه ..
هتف محسن قائلا بصوت منزعج
يا رب أنا حاولت أشوف بنت حلال مناسبة بس مش لاقي اللي أستئمنها على اسمي وشرفي !
رد عليه عمرو بإيجاز
ربنا يرزقك
سأله محسن بإهتمام وهو يتفرس تعابير وجهه
طب انت مش بتفكر في الجواز
لوى عمرو فمه مجيبا إياه بعدم مبالاة
لأ لسه بدري قدامي شوية عقبال ما أكون نفسي !
ثم توقف عن إتمام جملته ليزفر بضجر ومن ثم تابع
وبعدين أختي أولى !
سألها محسن بخبث وهو يرمقه بنظرات ماكرة
هي الآنسة إيثار مش مخطوبة
زاد تجهم وجهه وهو يجيبه بإقتضاب
كانت .. بس محصلش نصيب !
عقد محسن ما بين حاجبيه وتسائل بفضول
ليه
نظر له عمرو بحدة وامتنع عن الإجابة فشعر محسن بالحرج وهتف قائلا بحذر
لو مش عاوز تقول براحتك !
تصلبت تعابير وجه عمرو وانتصب في جلسته ليردف بنبرة شبه
جافة
أفضل نركز في الشغل اللي في ايدنا
وماله يا عمرو
ثم غمغم مع نفسه بلؤم وهو يفرك ذقنه
وهو أنا ورايا غير انت و.. آآ.. واختك !
.......................................
كانت إيثار في طريق عودتها للمنزل بعد إنتهاء يومها الدراسي الحافل .. وما أثار ضيقها هو عدم رؤيتها لمالك ..
شعرت أن يومها ناقصا بدونه ..
ظلت تنفخ في ضيق .. وكاد الفضول ېقتلها لمعرفة ما الذي منعه من الحضور ..
لقد إعتادت رؤيته يوميا .. وها هو يختفي دون سابق إنذار ..
دلفت إلى البناية دون أن تنتبه لوجود خيال شخص ما مختبئا بالبهو ..
كانت على وشك الصړاخ ولكنه كمم فمها بيده حدقت في وجهه پصدمة ورمقته بنظرات حانقة وتلوت بجسدها محاولة الإفلات منه ..
تنهد
مالك بضيق مبررا فعلته تلك وناظرا لها بجدية
سوري يا إيثار أنا مش عاوزك تخافي مني بس مكنش قدامي إلا كده عشان تسمعيني وماتهربيش مني زي تملي !
حاولت
أن تنطق أو تصرخ لكن كفه منعها ..
...................................
في نفس التوقيت كانت سارة تتسلق الدرج نزولا فرأت اثنين في وضع مريب فإكفهر وجهها وضيقت عينيها لتتبين ملامحهما ..
إنتابتها حالة من الصدمة حينما عرفت هويتهما وتوارت عن الأنظار لتعرف ما الذي ينتويان فعله دون أن يلاحظا وجودها ...
....................................
إيثار أنا .. أنا بأحبك ونفسي أتجوزك النهاردة قبل بكرة !
قالها مالك وهو يبعد أصابعه عن شفتيها .. ومرخيا لذراعه عنها
اتسعت عينيها بذهول .. وانفرجت شفتيها مشدوهة مما قاله ..
تابع قائلا بنبرة رومانسية
أنا مقدرتش أخبي اكتر من كده !
مد كفيه ليمسك بكفيها وهمس لها بصوت عذب
بأحبك يا عمري كله !
شهقت سارة مصډومة مما سمعته واتسعت مقلتيها بنيران حاقدة .. ورددت بنبرة مغتاظة
بتحب دي !
صرت على أسنانها بشراسة وأضافت بنبرة عدائية
بقى الحكاية كده يا إيثار إن ما بوظتهالك مابقاش أنا سارة .................................... !!
...............................................
الفصل التاسع
_ توقفت الكلمات على حافة لسانها وعلقت الحروف بحلقها وكأنها لاتقوي على السيطرة على حالها .. في حين أنتبه هو لحالة الأرتباك الملحوظ التي طغت على كيانها فأردف قائلا
مالك مش هتقولي حاجة
إيثار وهي تجاهد للنطق ولكن دون جدوى آآ.. اانا ....
_ لم يكن أرتباكها وحمرة الخجل التي علت وجنتيها إلا سببا قاطعا يزيد من تعلقه بها وإيمانه بإنها هي ضالته التي يبحث عنها .. رأى بها مكملتة ونصفه الأخر الذي سيكمل النقص فيه أما عنها فقد رأت حلمها به وشعرت بخطوات قلبها تخطو نحوه ولا تستطيع إحكام سيطرتها عليه لقد أنفلت منها زمام الأمور وأصبح فؤادها متعلقا بأمل حبه .. وما الأمل إلا حلما ستسعى وراءه
مالك بنظرات مغزية طب طالما مش عايزة تتكلمي أنا عندي فكرة
إيثار وهي تهز رأسها بعدم فهم ا اايه
مالك وهو ينظر لخارج العقار هاخدك للمكان بتاعي .. هناك بس هتلاقي كل الكلام اللي تقوليه
_ هزت إيثار رأسها برفض ثم نظرت حولها بتوجس وهي تهتف بأرتجافة في صوتها
إيثار انا لازم أطلع عشان متأخرش وو.. و
_ جذبها مالك خلفه دون الأستماع لما تبقى من حديثها في حين عارضته بشدة وظلت تنطق به لكي يتركها ولكنه أصر على فعل ذلك .. سحبها خلفه حتي خرج من العقار ثم نظر للطريق جيدا وعبره وهو يمسك بكفها ثم سار بها لبعض الوقت وهو ملتزم الصمت .. جاهدت لتوضح له مدى الخطأ الذي يرتكبانه ولكنه لم يصغي لها فقط يصغي لصوت نبضاته التي أصبحت تنطق بإسمها ثم توقف عن السير فجأة وألتفت لها لتصاب عينيها بنظرة عميقة من عينيه فتلاشى الحديث وتوقفت عنه في حين هتف هو بنبرة عازفة
أتركي وثاق الخۏف ينفلت عن نحرك .. ألا تكفي نبضاتي مطمئنة لقلبك أتركي الهوا ليبعثر روحك كما فعل في حبك
_ أطرقت رأسها حياءا من حروف كلماته المتناسقة التي تستشعر فيهم الصدق ومن ثم توقفت عن نهره وسارت معه بإستسلام .. حتي وصلا للبقعة الخاصة به أمام البحر فتقدم بقدمه صوب البحر ناظرا للرمال الصفراء بتأمل ثم هتف بخفوت
مالك خمسة يمين من أول الصخر وبعدين واحدة شمال وبعدها كان اي يامالك .. كان اي ...!
إيثار وقد أرتفع حاجبيها بأندهاش أنت بتكلم نفسك!
مالك وهو يشير بيده لكي تنتظر أستني بس أنا كنت حافظ بس نسيت
إيثار وهي تنظر لموضع بصره مش فاهمة حاجة!
مالك وقد أتسع مبسمه بإبتسامة واسعه صح صح خلاص عرفت .. تعالي كده
_ جذبها بخفه ثم أدارها ليكون ظهرها قبالة البحر ثم أشار لها بسبابته نحو صخرة كبيرة الحجم ثم هتف
مالك شايفة الصخرة دي .. أمشي من جمبها خمس خطوات واسعين بما أنك قزمة
إيثار وهي ترمقه بغيظ بقى كدة!!
مالك مقتربا منها وقد لمعت عينيه بحبها مابلاش البصة دي أحسن أتجنن
إيثار وهي تعود للخلف خطوتين لا خليك زي ماأنت
مالك طب يلا أمشي وعدي بس برجلك اليمين مش ناقصين
_ خطت إيثار خمس خطوات متسعة كما وجهها هو ثم توقفت وألتفتت إليه لينطق ب...
مالك تحت رجلك بالظبط أحفزي في الرملة علي بعد شبر بالظبط
إيثار وهي تعقد حاجبيها بذهول نعم !! أنت جايبني ألعب في الرملة.. ليه ان شاء حد قالك بحن لأيام الطفولة
مالك وهو يحك طرق ذقنه اه لو تسمعي الكلام وميبقاش لسانك 6 متر .. يلا يابنتي عشان الوقت
_ أنحنت إيثار بجسدها ثم بدأت تنبش الأرضية الرملية حتي لمحت ورقة بيضاء صغيرة مطوية فنظرت له حتى وجدته يهز رأسه إيجابا لكي تحضرها .. فأمسكت بها وأعتدلت في وقفتها ثم فتحتها لتجد نقش بحرف الباء ب فضيقت عينيها في حين بادرها هو قائلا
مالك دلوقتي هتمشي خطوتين شمال تاني وتجيبي اللي تحت رجلك
إيثار بلهجة متسائلة تاني
_أومأ رأسه ثم أشار لها للتحرك فتقدمت شمالا كما وجهها ثم أنحنت لتنبش الأرض حتي وجدت ورقة صغيرة أخرى فأعتدلت لتفتحها لتجد حرف الحاء فأعتلت أبتسامتها ثغرها ولكنها
جاهدت إلا تبرزها حتي لايفطن هو أنها قد أكتشفت اللعبة ..
يهجر الجمال كل أوطانه ليستقر في ثغرك إذا إبتسمتي....
_ هكذا لمعت عيناه متلذذا برؤية إبتسامتها فنظرت له بفضول ثم هتفت
إيثار وبعدين
مالك وهو يرفع رأسه قليلا ليتعمق بالتفكير متهيألي هتمشي خطوتين يمين .. لالا 3 خطوات يمين
إيثار وهي تشير بأصبعها ليبتعد طب ابعد شوية
مالك وهو يرفع حاجبيه هو أحنا متخاصمين ياإيثار ولا حاجة.. ليه المعاملة دي بس
إيثار وقد برز صوت ضحكتها أخيرا ايوة كده اضحكي وارفعي من معنوياتي احسن دي هبطت خالص
_ تحركت بهدوء ثلاث خطوات ثم أنحنت تنبش الرمال بأصابعها ولكنها لم تجد شيئا .. فأستمرت بالنبش ظنا
متابعة القراءة