رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع عشر

موقع أيام نيوز

العامرة بمشترواتها ونظرات الحقد تلمع بعين عزت بينما الحزن يعكر حدقتي والدتها التي غمغمت بخفوت يا خۏفي الفلوس اللي مع اختك دي تكون سبب هلاكها البت بقيت تبجح فينا وقويت علينا بعد ما اخدت اللي أخدته من طليقها.
_ أنا أكسر رقبتها لو بجحت أنا سايبها بس تفرح شوية بفلوسها لحد ما افوقلها.
لوت شفتيها متهكمة بقولها 
وانت ان شاء الله ناوي تفوق امتي يا عين أمك ده انت مدخلتش قرش البيت بقالك ياما ولولا فلوس اخوك علي القرشين اللي حيلتي كنا جوعنا اديك شايف أختك بقيت زي الغول لو طلبت منها حاجة هتقول طمعانين فيا.
هرش مؤخرة رأسه بضجر بقولك ايه ياما بلاش عكننة انا مصدع ومش شايف قدامي.
واستطرد بمناسبة القرشين اللي معاكي هاتي مبلغ سلف أمشي نفسي به علي ما انزل الشغل اول الأسبوع واردلك اللي عليا. 
صاحت بفظاظة منين يانضري خلاص مبقاش حيلتي حاجة هو البيت ده مفتوح ببلاش!
واستطردت مبتعدة أما اروح أشرب حجر يعمر دماغي الخربانة دي وبعدين انزل السوق أشوف هنطفح ايه انهاردة ما هي اختك دي زي قلتها مالهاش فايدة. 
ثم رمته بنظرة مستخفة به دون أن تري نظرته الغامضة خلفها وفكرة ما خبيثة تتخمر برأسه.
انتظرها حتي غادرت للسوق كما قالت وراقب قمر فوجدها قابعة بغرفتها وصوت الأغاني الصاخبة حولها طمأنه أنها لن تنتبه لما يستعد لفعله بحذر توجه لغرفة والدته باحثا عن بغيته أخيرا وجد علبة قطعها الذهبية لتلمع عيناه بانتصار وهو يهمس بخفوت كل ده ومش حيلتك حاجة ياما ده انتي ست مفترية. 
وصل لأذنيه صوت بالخارج فاسرع بدس القطع في جيبه ولم ينتبه للخاتم الصغير الذي وقع أرضا دون أن يراه. 
ولجت قمر تبحث عن منشفة في دولاب والدتها لتلمح شيئا ملقي أرضا و له بريق واضح انحنت لتتبين انه خاتم والدتها فغمغمت غريبة مش ده خاتم امي ايه وقعه كده علي الأرض
لتقول دون اكتراث وهي تدسه بجيبها 
أما تيجي من السوق أديهولها.
أه يانا يا صحتي خلاص مبقبتش قادرة علي كده
_ ماما أنا لقيت 
_ بلا ماما بلا زفت عايزة ايه يا خيال المآتة زي اخوكي. 
هكذا صاحت ساخطة علي قمر التي قابلتها بصياح مماثل 
وايه لازمته التهزيء وقلة القيمة دي أنا عملت ايه الحق عليا اني جاية اديكي الخاتم بتاعك اللي وقع منك.
حدجت العجوز خاتمها متعجبة بضميرها! ما الذي أخرجه من العلبة التقطته من يديها پعنف قائلة بحدة ازاي كان واقع علي الأرض ودهبي كله سايباه في علبته
_ وأنا إيش عرفني أنا لقيته واقع جبتهولك. 
وتركتها بضجر مختفية بغرفتها بينما توجهت والدتها بتوجس تطمئن علي باقي ذهبها لتكتشف مصيبتها العلبة فارغة تماما من أي شيء أحدهم تجرأ وسرقها. 
_ انتي يابت ياقمر تعالي هنا واطفي الهباب اللي مشغلاه ده. 
وقفت علي باب غرفتها تنفث بسخط بتزعقي ليه ياما صرعتيني وربنا. 
_ وانتي لسه شوفتي حاجة يا قلب أمك بتعمليهم عليا يابت بقا اعلمك النصاحة تغدري بيا أنا ده أنا هطين عيشتك. 
وأقرنت قولها بجذب شعر قمر التي صړخت تستغيث سيبيني ياما وربنا ما عملت حاجة. 
_سيبيها أنا اللي أخدتهم.
أستدارت پعنف لتجحظ عيناها وهي تبصر عزت يحمل قطعها الذهبية ويلقيها بإهمال فوق منضدة قريبة لتقترب وتتلقفهم بين يديها ثم رفعت عيناها إليه متوعدة دي أخرتها بتسرقني يا ندل 
أطلق ضحكة ساخرة مع هتافه مش لما يبقا في حاجة تتسرق الاول
حدجته بريبة قصدك ايه يا واد. 
رمقها باستهزاء دهبك كله فالصو ياما كله مش حقيقي. 
اتسعت عيناها وهي تعود لتنظر لذهبها بتمعن كأنها تتأكد من قوله ليسترسل بمزيد من السخرية اللي يشوفك وانتي مخبياه يقول كله دهب حقيقي مش قشرة مزيفة.
حادت عيناها تلقائيا نحو قمر التي ارتابت من نظرتها قبل ان تفقد ثباتها قائلة بثورة تدافع عن نفسها غير مبالية بنتيحة ما ستقوله جرى ايه هتتهميني اني كمان بدلتهم من وراكي طب وأنا هعمل كده ليه وانتي عارفة اني بقا معايا ثروة تغنيني عن دهبك و .
دون إدراك قاطعتها والدتها جاذبة شعر قمر بقسۏة وهي تصيح بدلتيه وانتي لسه في بيت رفعت يا غدارة كنتي وقتها بتجمعي الفلوس وتكومي علي قلبك زي الكلبة المسعورة اللي مش بتشبع بقا بتطمعي في حتتين الدهب اللي حيلتي يا قليلة التربية!
هنا فاض بها الكيل وهي تنفض عنها ذراعي والدتها بقوة جعلت الأخيرة تترنح وكادت أن تسقط قبل ان تتماسك باللحظة الأخيرة وترميها بنظرة شديدة السخط وقمر تصيح هو انتي عشان عملتي كده مع أشرقت فاكراني هعمل زيك أخويا اداكي تجيبي دهب لمراته روحتي ضحكتي عليها وعليه واشتريتي دهب صيني ليها وجبتي ليا أنا الدهب الحقيقي إذا كنتي عملتي كده فأنا لأ أقسم بالله ما قربت من دهبك وزي ما أخدته منك رجعته عايزة تصدقي صدقي مش عايزة براحتك بس مش هسمح لحد تاني يعاملني زي العيلة الصغيرة أنا ولا حد من حقه يضربني ولا حد فيكم له
حكم عليا فاهمين
انتهت من صياحها الثائر مختفية بغرفتها وتركتهما لمواجهة شرسة أتي وقتها بينهما. 
الأن فقط أيقن عزت أن والدته هي من خدعته. 
أستأمنها علي هدية زوجته فخانت أمانته وأعطتها لقمر.
وربما كذبت فيما أكثر خطۏرة من ذلك. 
رمقها پحقد وهو يسألها عن ما جال بخاطره.
_ أشرقت خانتني فعلا زي ما قولتي ولا دي كمان خدعة وكدبة كدبتيها عليا
انتظرها أن تجيبه وكم خشى الجواب! 
جواب سيقزمه ويجعله يحتقر نفسه ويحتقر والدته. 
تلك التي ما توقع أن تأتيه الطعڼة منها دون غيرها. 
فأسوأ ما ېمزق القلوب أن تتلقي الغدر مما ظنتهم أكثر من كانو أوفياء معك.

تم نسخ الرابط