رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع عشر

موقع أيام نيوز

أهل الحي بقوا خايفين مني علي ستاتهم وبناتهم أنا سمعتهم بودني بيقولو كده يبقا أفضل عشان ايه
_ عشان تردي الجميل لعيلة سمعتها بقيت علي المحك بسببك.
شهقة ذاهلة صدرت من أشرقت وهي تطالعه بعين متسعة غير مصدقة المزيد من كلماته التي جلدتها بقسۏة نبرة صوته طوقت عنقها بلوم وهو يحملها مسؤلية تشويه سمعتهم. 
أي كابوس هذا بل اي چحيم تحياه الأن. 
ليتها ما أتت هنا تحتمي بهم. 
ليتها ما تزوجت عزت وتخلت بالشجاعة لترفض زيجته
بل ليتها ما ولدت وكتب أسمها بين الأحياء يوما.
فاضت عيناها بنهر جارف من الدموع وأثر كلمات العم تمزقها لتغمغم پانكسار شديد من بين بكائها المفطر للقلب 
وأنا مايخلصنيش يحصلكم كده وتتفضحوا بسببي. 
لتواصل بنبرة کسيرة كأنها تستعد لذبحها مثل شاة
ايه يرضيك يا عم سلامة قولي أعمل ايه وأنا أوعدك انفذه من غير ما اكسر كلمتك مهما كان حكمك عليا هقبل به.
رمقها مليا دون أن تلين نظرتها الجامدة ظاهريا بينما داخله يشفق عليها كثيرا مما تعانيه لكن لا مفر من اصطناع غضبه حتي يرضخها لما يريد فما يريده لها هو صلاح حالها حتي لو لم تدري هي كيف تخطو خطواتها نحو سعادتها سيدفعها دفعا لتفعل هو ألقى لها عصا نجاة تتوكأ عليها قبل أن تقع دون أن تجد من يعينها علي النهوض ثانيا.
_ رضا طلبك مني تاني يا أشرقت لو مهتمة فعلا برد الجميل اللي لينا في رقبتك وافقي علي طلبه المرة دي بدون نقاش.
لم يصدمها قولها تلك المرة وهي تربط زيارة رضا لهما بهذا التوقيت تحديدا متوقعة طلبه ببساطة وربما نظرته الغريبة التي رمقها بها قبل ان يختفي مع العم هي ما أخبرتها بنيته لا يزال الرجل يتأمل بها خيرا وهي التي أضحت روحها خاوية من كل شيء جميل يمكن أن يترجاه منها هي بقايا أنثي ما عادت تثق بنتيجة خطوتها إن وطأت عالمه عالم تبغضه بقدر ما ذاقته من ظلم وتخافه بقدر ما نالته من عذاب.
احترم هو صمتها وهو يراقبها بصبر مراهنا بقوة علي طيب أصلها ومعزته لديها أشرقت لن تكسر كلمته تلك المرة. 
وكان رهانه صائب في الحقيقة!
_ لو ده هيرضيك ويكون رد لجميلك يا عمي.. موافقة! 
قالتها وهي تختنق حزنا كأنها ټموت فلتضحي بنفسها ثانيا. 
ما الجديد هنا. 
دائما هي مسيرة لرغبات من حولها. 
دائما ما تفعل ما لا تريده. 
فلتفعلها تلك المرة. 
علي الأقل هي تضحي لأجل من يستحقون تضحيتها. 
حياتها ذاتها رخيصة أمام معروفهم معها. 
نشوة حصولها علي حقوقها المادية من طليقها جعلها تتغاضي عمدا عن تلك الغصة بقلبها لقبولها التنازل عن طفلها تعلم انه سيكون أفضل حالا مع أبيه والجدة تتمنى حين يكبر قليلا أن تحاول استقطابه إليها بالحيلة والمكر كما أقنعتها والدتها فحتي لو تنازلت عنه بورقة موثقة ستظل والدته في النهاية هو فراق مؤقت علي كل حال فلتستمتع بحياتها وتعيش كما تريد وتنعم بثروتها التي نالتها من رفعت.
سارت والواجهات الزجاجية تضوي بعيناها وهي تعرض أمامها أفخم الثياب والحقائب ومساحيق التجميل ذات الماركات العالمية عشقها للتسوق وشراء كل شيء لا ينضب ابدا كلما رأت ما يروقها تقدم علي شراءه ببذخ شديد حتي أنها لم تستطع حمل حقائب مشتراياتها لتغمغم لنفسها بحسرة 
عيني عليكي يا قمر مش لو كنتي اتعلمتي السواقة من رفعت كان زمانك اشتريتي عربية علي قدك ودلعتي نفسي ملحوقة هروح اتعلم هما يعني اللي معاهم عربيات أحسن مني في ايه
ثم أشارت لسيارة أجرة قادمة لتقلها حيث مسكنها.
_ ماما تعالي شوفي انا اشتريت ايه
أتتها وهي تنظر لمشترياتها ساخرة أه يا خيبتي فيكي هتضيعي القرشين اللي معاكي علي الهدوم والشنط والمكياجات بدال ما تعملي بيهم حاجة تنفعك يا غبية.
صاحت ساخطة يوه بقا ياما مش هنخلص من النصايح إياها بقولك ايه أنا عايزة اعيش واتمتع بالدنيا أنا بصرف علي نفسي مش برمي فلوسي في الشارع. 
_ يا بنتي المثل بيقولك خد من التل يختل اعملي مشروع ولا هاتي حتة شقة في مكان حلو وأجريها وعيشي من إيجارها ملكة وانتي محافظة علي راس مالك زي ما هو علي الأقل يوم ما ترجعي ابنك لحضنك يلاقي مكان يليق به.
خدشت ندبتها من جديد ندبة أم باعت طفلها لأجل المال حقيقة تواجهها قمر بصلابة عجيبة ولا تزال تقتنع انها ستعيده ذات يوم وتضلله بقصة ملفقة أن أبيه هو من ظلمها لن تعدم الوسيلة حينها لتأخذه بصفها في يوم.
_ هاتي الفلوس وأنا مستعد أشوفلك شقة حلوة بسعر لقطة.
هتف بها عزت وهو يظهر علي باب غرفته بوجه منتفخ من كثرة نومه مستطردا أمك معاها حق يا قمر فلوسك هتخلص علي الكلام الفارغ واحنا أولى به. 
_ نعم نعم ايه أحنا دي يا سي عزت! دي فلوسي حلالي محدش له فيها قرش.
رمقه بسخط مع قوله خلاص ياختي عارفين انها فلوسك أنا قصدي افكر في مصلحتك. 
_ مصلحتي عارفاها كويس يا عزت اطمن. 
وتركتهما ومعها حقائبها
تم نسخ الرابط