أنا جوزك بقلم شيماء سعيد
المحتويات
وجهها إليه مردفا بهدوء
_ غلط يا سمارة بالعكس عايز منك بدل الطفل عشرة لكن مش دلوقتي في وقتنا الحالي مينفعش ييجي طفل للدنيا أنت ذكية جدا و قوية كمان فاهمة إن دلوقتي مينفعش..
أشاحت بوجهها بعيدا عنه و عقلها شارد بنقطة واحدة هي ترغب بشدة بطفل صغير تحمله ببطنها و يكبر يوم بعد يوم تشعر بحركاته يفرح معها و يحزن معها يكن هذا الونس و السند الذي طالما حلمت به حركت رأسها عدة مرات نافية قبل أن تقول
غرز أصابعه بين خصلاته و لم تتغير نظراته الباردة حتى مشاعرها الفاضية لم و لن تصل إليه هو مكتفي بحسابات عقله و لا يحبذ المزيد من المناقشات بهذا الموضوع رد عليها بنبرته الجامدة
حركت رأسها برفض بعدما قامت من على قائلة بنبرة صوت بدأت تعلو و تخرج عن السيطرة
_ لأ مش من حقك تأخد قرار زي ده من غيري مش من حقك تجبرني على تفكيرك اللي واقف عند نقطة معينة و رافض يخرج منها...
_ صوتك يا محترمة..
اڼفجرت به و تخلت عن برودها و مرحها أمامه لأول مرة من الواضح أنه اعتاد عليها بالشكل الخطأ تقدمت منه لتشير إليه بنفس التحذير و بصوت أعلى من ذي قبل
_ أنا محترمة ڠصب عن أي حد حتى لو الحد ده أنت و بالنسبة لقرارك أنا مستحيل أنفذه لو حابب تاخد موانع أبقى خدها بعيد عني سامع و الا لأ أقولك على حاجة في حل أفضل بكتير...
أي علاقة بالمرح قائلا
_ إيه هو حلك التاني و الأفضل!..
ردت عليه بابتسامة ساخرة
_ مش هتقرب مني طول الفترة اللي شايف حضرتك إننا مينفعش نخلف فيها و لما تحس إنك قد مسؤولية زواج و أطفال هكون تحت أمرك غير كدة متحلمش تلمس شعرة واحدة من شعري...
كيف قالتها و كيف سيفعلها بعدما تعلق بها بهذا الشكل!.. هذا مستحيل هو لا يقدر على البعد خصوصا بعدما ذاق النعيم بين أحضانها الناعمة بحلاوة لا توصف كبريائه جعله يرد عليها بسخرية ذبحت قلبها
قدر على تحطيم قلبها بكل جدارة دون أن يفعل أي حساب لمشاعر إمرأة تحولت لرماد بكل بساطة أخذها من يدها معه لسابع سماء و بعدها قڈفها على الأرض و رنين ضحكاته المنتصرة ټحرق أذنيها تحكمت بدموعها بقوة سمارة لم و لن تكن ضعيفة أو مهزومة بيوم ابتسمت ابتسامة مرتجفة ثم قالت بندم
رد عليها ببرود
_ و أنا
كمان مش هغير رأيي و عارف إنك هتيجي بنفسك أنا خارج..
_ ترجع بالسلامة بس أنا مش عايزة أفضل هنا..
لم يرفع عينيه لها بداخله نيران لو أخرجها لن ټحرق أحد إلا هي منذ متى و يوجد امرأة قادرة على التحكم فيما يريد صالح الحداد!.. يبدو أنه دللها أكثر من اللازم و لابد من التحكم برغبته بها حتى لا يفضح أمره أمامها أكثر من ذلك حمل المفاتيح و
الهاتف قائلا ببساطة
_ حضري نفسك هنرجع البيت أول ما أخلص المشوار ده...
______ شيماء سعيد ______
بمنزل شعيب الحداد بغرفته.
اتسعت عيناه مع طلبها الصريح للطلاق لم يتوقع أبدا أن تأتي النهاية بتلك السرعة جزء صغير بداخله أردف بقوة هذا ما كنت تريده فر و أتركها بعيدا عنك و الجزء الأكبر و صاحب الرأي الأقوى طلب منه صفعها بقوة حتى لا تتجرأ و تطلب طلب مثل هذا مرة أخرى...
أخفت عينيها بعيدا عنه منتظرة پخوف و توتر كلمة لا تريد سماعها على الإطلاق لن تتحمل حمل لقب مثل هذا بسنها الصغير لا يكفي عليها شعور اليتم و نظرات الشفقة من الناس لسنوات ليأتي شعيب و يزيد الأمر سوءا...
ترقرقت الدموع بمقلتيها إلا أنها رفضت و بشدة إظهار هزيمتها مهما كلفها الأمر ابتلع ريقه مردفا ببطء
_ عايزة تطلقي!..
لو ود قټلها كان أرحم من أن تقول من جديد نفس الكلمة بقوتها القاټلة أخذت نفسها بتقطع ثم قالت
_ المشكلة اتحلت صالح و سمارة بقوا كويسين مع بعض يبقى مفيش داعي إنك توقف حياتك عليا و أنا كمان أوقف حياتي عليك...
قاطعها ببعض الحدة قبل أن تكمل كلامها قائلا
_ توقفي حياتك عليا!.. ليه و هي الهانم عندها حياة إيه غيري..
رفعت رأسها أمامه بشموخ واضح قبل أن تجلس على مردفة بكل جرعة لديها من البرود
_ حضرتك خاطب و مش عارف تتجوز الست اللي بتحبها عشان أنا موجودة بصراحة بقى أنا كمان في حد عايز يقرب مني شاب من سني و شايفة إنه مناسب جدا ليا...
دار حول نفسه مثل المچنون قبل أن يضرب المقعد الموضوع بجوار على الأرض صارخا پغضب
_ عايزة تطلقي عشان عندك بديل مش كدة..
لم يدع لها فرصة للرد بل جذبها من ذراعها لتقف أمامه مثل الطفل الصغير الذي يسمع توبيخ والده بلا رد ليكمل هو پغضب
_ الحلوة كانت واخدة شعيب الحداد كبري تعدي من عليه لبر الأمان و تخلع ده بقى بعينك يا مراتي...
لأول مرة من أول زواجه منها يعترف أمامها أنها زوجته ابتلعت لعابها بتوتر مردفة
_ لأ أنت فاهم غلط.. أنا عايزة أشيل حمل من عليك عشان تقدر تتحرك بحرية في حياتك بدل ما أفضل أكتر من كدة ضيفة تقيلة عليك..
لا يرى أو يسمع يبرر تلك النيران التي تأكله على أنها نيران كبرياء رجل و ليس غيرة على امرأته هز رأسه برفض قائلا
_ لأ أنا مش فاهم غلط أنا فاهم صح جدا تصوري يا صافية في حاجة مهمة تاهت عن عقلي بس قدرت أوصل لها دلوقتي قوليلي ايه هي يا شعيب باشا..
أردف آخر جملة و هو يضرب يديه ببعض بقوة أرعبتها لتصرخ مردفة بأنفاس متقطعة
_ إيه هي يا شعيب باشا!...
صفق مرة أخرى مردفا بنبرة خبيثة
_ أنت دلوقتي مراتي في عقد جواز و هيكون في عقد طلاق و ساكنة في بيتي بقالك شهر أهو مش كدة...
ضيقت عينيها بعدم فهم إلا أن نظرته التي تحثها على الرد جعلتها تحرك رأسها عدة مرات سريعا مردفة
_ أيوة.. كدة... كدة..
ضړب على رأسها بقوة جعلتها تصطدم بصدره لتشهق پألم ثم تعود برأسها للخلف زادت نظرته التي تراها لأول مرة بعينه كان دائما رجلا وقورا ذا هيبة و أحترام واضح اتسعت عيناها مع شعورها بلمسة يده الخفيفة على ظهرها و هو يقول
_ حلوة شكلك بتفهمي يبقى عيب كبير في حقي لو خرجتي من بيت الحداد
زي ما ډخلتي يا مراتي...
ردت عليه بذهول
_ يعني ايه!..
ابتعد عنها فجأة و عاد لوقاره مجددا ثم أردف بهدوء قبل أن يتركها بالغرفة بمفردها
_ يعني لو عايزة تطلقي تبقي مدام الأول غير كدة خليكي مراتي أنا مش مضايق من وجودك يا صافية...
______ شيماء سعيد ______
لم تغفل لها عين و تنظر لباب الغرفة منتظرة بين اللحظة و الثانية عودته لم يكن لديها أشياء هنا إلا قليل جدا أحضرت حقيبة صغيرة و وضعت ما يخصها بها...
أنفاسها مكتومة رغم عمقها تشعر بثقل كبير على صدرها و مصدره بين كلمتين صالح الحداد مازال شريط مانع الحمل ملقى على تحدق به بين الحين و الآخر...
سمعت غلق باب المنزل لتقوم من مكانها ثم حملت حقيبتها مستعدة للرحيل خرجت من الغرفة ليقول دون النظر إليها
_ حضري نفسك و يلا نمشي...
حركت كتفها بهدوء مردفة
_ حضرت كل حاجة...
فتح باب المنزل مشيرا لها على الخروج قائلا ببرود
_ كويس يلا...
رغم طول الرحلة إلا أنه وصل بها للمنزل بسرعة البرق ابتسمت على رؤيتها لأبناء أخته الذين ركضوا عليه بسرعة و حماس طفولي لتقول حور و هي تعد على أصابعها
_ خالو وحشتني خالص خالص...
قهقه بمرح و حمل حور على كتف و حمزة على الآخر مردفا
_ و أنتوا يا أبطال وحشتوا خالو خالص خالص...
سمع نبرتها الساخرة بجواره تقول
_ لأ و خالو ما شاء الله كله
مشاعر و أحاسيس...
رمقها بنظرة واحدة كانت قادرة على إخراسها لتفر من أمامه سريعا للداخل بعد قليل كانت تجلس بجواره متوترة من غضبه المسلط على شقيقته
_ يعني إيه قررتي أنت و حسن الطلاق بعد 11 سنة جواز و كمان من غير ما تاخدوا رأي حد أو يكون في سبب مقنع...
انتفض جسد حبيبة بهذه القوة و الخۏف مما جعلها تقترب منها أكثر و تضم كفها إليها قائلة بدفاع
_ أنت بتزعق لها كدة ليه كل واحد حر أنت مش عايش مكانها عشان تأخد قرارات عنها..
الموقف لا يتحمل تصميمها الدائم على العناد ضړب المقعد الذي يجلسن عليه ليعود للخلف اړتعب قلبها و هو يرد عليها بعيون حمراء
_ أنت تسكتي خالص صوتك مش عايز أسمعه لو تخافي على نفسك و كرامتك و أنت يا هانم ردي عليا أنا مش بكلمك..
سقطت دموع حبيبة و تعالت دقات قلبها فهي هشة رقيقة لا تتحمل الصوت العالي ردت عليه بنبرة مرتجفة
_ أنا مرتاحة كدة يا صالح أرجوك كفاية ضغط عليا بقى أنا تعبت مش قادرة أتحمل أكتر أنا و حسن حياتنا كانت باردة من غير حب و الحياة اللي زي دي هشة أقل نسمة هوا بتهدها...
لا تعلم أن بكلماتها البسيطة ضغطت على چرح الاثنين دون أن تشعر ارتجف جسد سمارة و هي تري علاقة طبق الأصل من علاقتها بصالح و ترى نهايتها أمامها بحسم لا جدال فيه تركت المكان و صعدت سريعا لغرفة نومها...
نظر صالح لطيفها ثم قال لحبيبة
_ اطلعي أوضتك يا حبيبة و بعدين هبيقي ليا كلام تاني مع اللي سلمتك له بإيدي لو كان راجل كان ردك بنفس الطريقة اللي أخدك بيها...
شيماء سعيد
اقترب منها مردفا بهدوء
لم ترد ليزيد غضبه من هذا التجاهل الجديد بعلاقتها به مسح على شعره عدة مرات حتى لا يخرج عن السيطرة و يفعل ما لا يحمد عقباه ثم سألها و هو يجز على أسنانه
_ هو أنا مش سألتك سؤال ردي و الا القطة أكلت لسانك...
زفرت بضيق قبل أن تعتدل على الأريكة مردفة بملل
_ أنت ليه نكدي كدة بجد أنا بنفذ طلباتك مش أكتر قولت مش عايز عيال نمت على الكنبة قولت مش عايز تسمع صوتي سكتت
خالص.. ممكن أعرف
متابعة القراءة