رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس "حصري"
المحتويات
رواية بصائر تغشاها الثرى.
بقلم ډفنا عمر.
الفصل الخامس.
عاونته على ارتداء قميصه بحرص متذمرة.
معرفش ليه مصمم تروح الشغل.. يا حبيبي انت لسه تعبان ومحتاج راحة.
اخبرها بهدوء وعيناه تطمئتها.
يا ضحى انا مبحبش قعدة البيت وزهقت.. فعلا بقيت أفضل كتير من الأول متقلقيش.
انتهت من غلق أزرار قميصه ثم أحاطت وجهه براحتيها تغمغم بعين دامعة.
اشفق عليها مما عاشته الأيام الماضية ليعانقها برفق.
حبيبتي كلنا معرضين لأي حاجة تحصل معانا.. والحمد لله إن ربنا سترها.
ثم شاكسها.
وبعدين منا كنت حاسس بيكي وكل شوية اطبطب عليكي واطمنك.. حصل ولا لأ.
فعلا.. كنت بستغرب ازاي سامعني وانت تقريبا غايب عن وعيك.
منحها نظرة تفيض حبا.
لو غبت عن الدنيا كلها قلبي يحس بيكي ويسمعك.
ليستطرد وهو يغمز لها.
حتى لما حاولتي حسيت بيكي ولما لقيتك بعدتي مسكت إيدك..مش فاكر حصل أيه بعدها.
ضحكت تنفي يا قاله بثقة.
ازاي! محصلش.. ده الباب كان مش بيلحق يتقفل من كتر الزوار..
أكيد اتهيئلك عشان كنت مشتاقلي.
قربها إليه هامسا أمام .
مستحيل أكون غلطان..أنا حسيت بأنفاسك.
ليميل بذات الهمس.
يلا كملي اللي بدأتيه هناك.
لمعت عيناها برغبة حانية تقترب تمنحه ما يريده بشغف قبل ان تبتعد وتعانقته مع تنهيدة هاتفة براحة.
ربنا ما يحرمني منك ابدا يا ريان.
ارتدى بحذر سترة بدلته وهي تتسائل.
تحب تتغدا ايه أنهاردة يا حبيبي.
أي حاجة من إيدك..المهم كارما تكون بتحبها.
تهكمت.
لو على بنتك مش هناكل ولا نشرب..عموما هتصرف واختار صنف بتحبوه انتم الاتنين.
ثم راحت تملي عليه وصاياها.
ريان أنت قلت هتشتغل نص يوم بس.. لو حسيت بتعب لازم ترجع البيت فورا.. بلاش تتعب نفسك عشان خاطري.
حاضر أوعدك..
طب هتعرف تسوق
لأ..هتعامل مؤقتا بأوبر لحد ما دراعي يخف.
وقبل رأسها.
هو خلاص جه تحت العمارة.. عايزة حاجة قبل ما امشي
عايزة سلامتك يا حبيبي.
بعد أن فرغ من تلقي سيل الترحيب له فور ولوجه الشركة.. جلس خلف مكتبه يلتقط أنفاسه محدثا أصيل.
وحشني الشغل أوي.. قعدة البيت دي ملل.
طبيعي مفيش راجل بيحب يفضل في البيت بدون شغل.. بس كان لازم تاخد راحة بعد الحاډث.. وبجد حمد الله على سلامتك يا صاحبي.. والله كنت بقيم الليل كل ليلة وادعيلك تقوم بسلامة.
عارف يا أصيل ومتأكد إنك دعيتلي كتير.. ربنا يديم المودة والمعروف.
ثم هتف بحماس.
ندخل بقى على الشغل.
ضحك أصيل.
مستعجل على الشقى ليه يا عم.
هو في أحلى من الشقى والتعب.
وقبل أن يبدأ أصيل بعرض ما لديه قاطعهم طرقة سكرتيرة مكتبه.
في ضيف بيستأذن يدخل لحضرتك يا فندم.
زوى ريان ما بين حاجبيه.
ضيف مين اللي جاي بدري كده.
بيقول أسمه طلال يا فندم.
تسائل بصوت مسموع.
طلال
" معقول نسيت صاحبك يا ريال"
وقف ريان بدهشة.
مش ممكن! طلال
ثم تصافحا وتعانقت ليئن ريان پألم حين ضغط على كتفه المصاپ بجهل لإصابته.
طلال إيش فيك
أصيل موضحا.
ريان كان عامل حاډث من فترة يا أستاذ طلال ولسه كسر دراعة وكتفه مش متعافي مية في مية.
قال بأسف.
ألف لا بأس عليك يا خوي.
ريان بتفهم بعد أن التقط أنفاسه.
ولا يهمك.. بس قولي إيه الغيبة دي كلها ست شهور قاعد في الكويت منزلتش مصر ولا حس ولا خبر..لعل المانع خير.
بدا على ملامحه الحزن وقال.
الوالد عطاكم عمره من تلات شهور.
اغتم وجهي أصيل وريان ملقيان عليه كلمات تعزية مناسبة.. ليلومه الأخير.
طب مش كنت تعرفني حتى اتصل بالوالد اسمع صوته.
تنهد طلال مع قوله.
لا تواخذني يا خوي..الواحد ما كان داري وين الله حاطه.
أصيل بتفهم.
أكيد الظرف كان صعب والتركيز بيكون ضايع.. عموما ربنا يجعلها أخر الاحزان يا أستاذ طلال.
واستأذن لمواصلة عمله تاركا الرجل بضيافة ريان.
أرتشف من القهوة التي طلبها له ريان قبل ان يسأله الأخير.
بتقول عايزني في موضوع مهم يا طلال.. خير
رفع نظره إليه يقول.
خير إن شاء الله.. باختصار كده عندي ليك عرض ميتفوتش يا ريان اتمنى تقبله.
اولاه كامل اهتمامه غير متعجب من المزيج الذي يتقنه طلال للهجة الكويتية والمصرية معا فرغم كونه كويتي الچنسية لكن والدته مصرية.. لذا هو بارع في اللهجتان ويتنقل بينهما بسلاسة.
عرض إيه ده يا صاحبي شوقتني.
غمغم بعد ان ترك فنجانه جانبا.
طبعا بعد ۏفاة أبوي كله أخد حصته من الميراث..وانا طلع من نصيبي أنا وأخوي جمال مول تجاري ضخم.
ما شاء الله.. ربنا يبارك ليكم ويكبر حلالكم ان شاء الله.
تسلم يا خوي.. بس طبعا انت عارف المنافسة هناك قوية لانه مش المول الوحيد في المنطقة.. وللأسف مؤخرا أرباحه ضعفت جدا و وضعه تدهور..الإدارة والتسويق هناك مش أحسن حاجة..وأنا وأخوي مش هنقدر نحل مشاكله بدون مساعدة حد ثقة..خصوصا اني استعانت فعلا بإدارة جديدة لكن شكله مش كفء زي ما توقعت.. ولأني عارف قدراتك كويس متأكد إنك لو مسكت المول ده كام سنة هتغير ترتيبة في السوق وأرباحه هتزيد.
بدا على الريان التفكير ليواصل طلال دعم عرضه.
صدقني دي فرصة كبيرة يا اخوي.. أولا انا هوفرلك إقامة ليك ولعيلتك.. وسكن يليق بيكم في السالمية عشان تكون قريب من شغلك..وأي حاجة تحتاجها هناك انا حاضر.
حك ريان ذقنه مفكرا ليقول.
مش عارف أقولك ايه يا طلال.. العرض مغري فعلا لكن في نفس الوقت فكرة الغربة نفسها مش مريحاني.. حاسس لو خرجت من بلدي مش هكون مبسوط.
ويمكن العكس.
ومراتي أشك أنها توافق كمان.
بلاش تسبق الأحداث كلمها وشوف..ريان أنا ممكن أشوف حد تاني يساعدني بس العرض ده فرصة كبيرة ليك وعايزك تستفيد منه.
ليقف بعد أن أنهى عرض ما لديه.
عموما العقد هيكون بتلات سنين مبدئيا..اعتقد ده وقت كافي لتغير وضع المول وإصلاح إدارته.. ولو حبيت تنهي العقد او تجدده انا تحت أمرك.. والراتب هيكون مجزى مليون مرة من اللي بتاخده هنا.. يعني كام سنة ممكن تأمن فيهم مستقبل عيلتك وتوفر تعب سنين.
أطرق رأسه تتقاذفه الحيرة والعرض لا يرفض ومع هذا شيء في صدره لا يروقه الأمر.
اسمع يا اخوي ريان.. خد وقتك في التفكير قبل ما تاخد قرار نهائي.. وبس تاخد قرار انا حاضر وهبدأ في إجراءات إقامتك فوارا.
أوقفه ريان.
طب أستني يا طلال نتغدا سوا أكلة مصرية من اللي بتحبها.. معقول تمشي من غير ما أعمل معاك واجب بعد الغيبة دي.
لوح له وهو يقترب من الباب في عجالة.
يا ريال خالتي تذبحني لو أكلت برة.. مسويالي محاشي وطواجن مصرية وكل الأكل اللي بحبه..سلام يا اخوي وألف لا بأس عليك.
ودعه ريان بابتسامة ثم عاد يجلس خلف مكتبه يتملكه الشرود بعرض طلال المغري وكيف سوف تسير الأمور.
"شوفتوا التريند الجديد يا بنات."
ألتفتت إحداهن وتدعى صفاء.
أي تريند فيهم يا سماح ام ساجدة بتاعة الفواتشح ولا انهي التريندات كتير وبقيت مهنة الأيام دي.
قالت الأخيرة بامتعاض نم عن استيائها.
بتاع البنت اللي سړقت جوز صاحبتها.
ردت ولاء زميلهم الثالثة.
أيوة ده التيك توك مقلوب عليها بقاله يومين.
سماح بانفعال امتزج بنفورها.
البجاحة مبقاش ليها حدود الأيام دي.. ازاي واحدة تطمع في جوز صاحبتها بالبساطة دي خلاص مفيش في الكون راجل غيره الاخلاق راحت
متابعة القراءة