رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع "حصري"
المحتويات
الفصل الرابع
استقلت الحافلة بفرحة غامرة وهي تشعر أن روتين حياتها انكسر وتلونت أيامها بمزيج ساحر من حماس ونشاط افتقدته كثيرا منذ فترة لا تصدق انها الأن ارتادت مكان عملها الذي تداوم عليه قرابة شهر إلا قليلا وها هى تنتظر أول راتب لا يهمها أن يكون مجزيا بقدر شعورها بالحرية والاختلاط بالعالم بعد أن ظلت مجرد زوجة حبيسة جدران بيتها كل ما عليها رعاية أطفالها وارضاء زوجها فحسب تلك الحياة المملة لم تكن لها على الإطلاق أما أصيل هو في الحقيقة زوج طيب يسهل إرضاؤه
مبسوطة في شغلك يا غزل
إجابته بعين تلمع بالحياة مبسوطة بس مش قادرة اقولك الشغل فرق معايا ازاي انا خلاص مش بحس بملل زي الاول حاسة أن بقا ليا لأزمة في الدنيا
عاتبها بقوله يعني الاول مكانش ليكي لازمة
تنهد مع مزيد من العتاب
يااه يا غزل لما بتتكلمي كده بتحسسيني إني سجانك مع إني كل همي سعادتك وحمايتك
اقتربت إليه تحدثه بلين
من فضلك يا أصيل حاول تفهم قصدي فاكر لما مرة قولتلك أننا عكس بعض انت كنت شايف أن كفاية اوي اربي بناتنا وارتاح في البيت لكن أنا مش شايفة نفسي في الدور ده وبس انت خسړت حاجة لما اشتغلت قصرت معاك في حاجة
من أيه
إن يحصل حاجة تبعدك عني
تعجبت متسائلة ليه بتقول كده
تمتم بشخوص مش عارف بس الاحساس ده مسيطر عليا بقالوا فترة
ابتسمت وهي ترتمي على صدره مطوقة خصره بذراعيها عارف ليه لأنك مش بتحبني ابعد عن عيونك ابدا ثم داعبت أنفه بمرح
وبحبك زيادة عن اللزوم
ضحكت بدلال راضية عن اعترافه الدائم أنه يحبها ليهمس لها بنبرة هائمة هما البنات ناموا
منحته نظرة عابثة من بدري
فجذبها متوجها لغرفتهما انتهت وهي غافية بعمق على صدره مكث ينظر لها وأنامله تزيح شعرها من فوق جبهتها برفق شديد حتى لا يوقظها ليتها تعلم كم يعشقها وېخاف عليها كم ود لو لم تعمل وتظل معززة ومصانة بين جدران بيته لكن ما حيلته إن كانت سعادة عصفورته خارج أسواره فلتحلق إذا كيفما تشاء مادامت في الأخير سوف تعود لعشه من جديد وتستكين بين جناحيه
هتجيب فانوس لكارما بس
انتظرت لحظات ليصلها رده
ضحكت بصوت دون أن تنتبه لوجودها بين زملائها في العمل فغمزتها أحد زميلاتها معلقة
اوعدنا يارب باللي يبعتلنا رسايل تضحكنا زي المجانين
مجانين في عينك وبطلي قر
قالتها ضحى ترد مزاح رفيقتها بالمثل بينما اقتربت فتاة صغيرة تم تعينها حديثا كمدرسة معهم
كل عام وانتي بخير يا
متابعة القراءة