رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الأول والثاني
المحتويات
رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
لو أزحنا ستائر الغيب وبصرنا من نافذته أقدارنا..لأدركنا أن ما تمنيناه ربما كان قيدا حول أعناقنا ونقمة تسلب منا كل ما أنعمت علينا به الحياة..لكن كيف السبيل ولقلوبنا بصائر تغشاها الثرى.
مقدمة
رغبة جامحة تجتاحها لتفعل ما جال بخاطرها تلك اللحظة .. وكم تغريها وحدتها الآن ..تهكمت بضميرها لما آل إليه حالها ..وهل بقي لها غير الوحدة بكل عتمتها وكآبتها بيد مرتعشة أمسكت الهاتف لتلبي رغبتها ..ضغطة ذر فقط هي ما تفصلها عن سماع صوت أحبائها بعد لحظات أخرى هزمت غزل داخلها التردد وضغطت رقم تحفظه عن ظهر قلب وانتظرت الرد بلهفة جعلت قلبها يخفق بشدة.
تآوهت بخفوت شديد وسماع صوته أشعل شوقها إليه كم مر من الوقت لم تسمع صوته
_ السلام عليكم!
كرر تحيته من جديد كأنه يتسائل عن هوية ذاك المتصل الصامت فحاولت أن تتحلى بشجاعة كافية وتكشف عن ذاتها وتخبره أنها
_ بابا أنا جعانة خلصت الغدا
هنا توقفت خواطرها وارتفع قليلا صوت تآوه مزق قلبها وهي تهمهم بلوعة رغما عنها حين وصلها صوت أحد صغارها ليدرك هو هويتها زوى أصيل حاجبيه بضيق ونفور حين تأكد أنها هي وهم بغلق الهاتف رافضا محاولتها.. لتستوقفه ثمة رحمة لا تنقصه رغم كل شيء تزال تلك المرأة أما لصغاره حتى لو تلاشت مكانتها من قلبه وحياته.
اتسعت عيناها الملبدة بغيوم البكاء وهي تراقب استدعاءه لكليهما وجدته يحدثهم فتجيب كلا منهما تساؤل أبيها أبتسمت بمرارة وقد أدركت أن أصيل عرفها ليس هذا فقط بل رأف لحالها وهو يتعمد التحدث معهما كي يروي ظمأها لصوتهما وتتأكد أنهما بخير لم يتغير.. دائما طيب القلب وأصيل كأسمه بغتة أنتهى كل شيء بضغطة ذر كما بدأ.. اختفت أصواتهم ولم يبقى إلا صوت أنفاسها المعبأة بعبق الحزن والندم..من يصدق أنها أضحت هذا الكيان الهش المثير للشفقة لقد ضحت بصرحا كانت يوما ملكته المتوجة لتصبح الأن لا تمتلك حتى سلطة خادمة لتعبر بوابته وتختلس فقط نظرات لأحباؤها..ما أوجع الفقد حين يقترن معه ثقل إثم عظيم يصعب عليها حمله لم يعد لديها الحق لتسمع صوت الصغار و .. وصوته ..صوته الذي حرمت منه ومن حنانه فقدت حق التمتع به وبعشق صاحبه صاحبه الذي لم تدرك قيمته إلا بعد فوات الآوان كعهد كل نعمة نمتلكها ونألف وجودها كأنها لن تزول أبدا لتفاجئنا الحياة بنزعها من بين أصابعنا وهي تسخر منا وتلوح بلسانها كيف هزمنا..وانتصرت هي.
_جالك عريس يا غزل.
هكذا كانت البداية بداية مألوفة و عادية لأي فتاة تمتلك قدر وافر من الجمال والطلة والكثير من التمرد يزحف الكثير طالبا القرب مني بينما أنا أتعزز وأتدلل بغرور تمردي كان أكثر ما يقلق أبي العجوز الذي أنجبني گ منحة أبوية أخيرة بخريف عمره فقد تزوج أبي أمي بعد أن تخطى الأربعين عام تكبرني شقيقتي غنى بأربع سنوات بينما الفارق بيني وبين أخي الأكبر سالم ثماني سنوات تزوج اخي وكذلك شقيقتي وأصبح لديهما عائلة وبقيت أنا مدللة والدي لتصير أمنية والدي الأهم أن يمده العمر فرصة كي يزوجني لمن يستحقني قبل مفارقته الحياة أجبرني لأتزوج من أصيل أبن عمتى الذي يماثل نفس عمر أخي الأكبر وكان هذا أول اعتراضاتي أن الفارق بيننا كبير لكنه كان من وجهة نظر أبي شاب خلوق يعرف ربه وسوف يصوننى لأننى من دمه وفارق السن ليس كبيرا لدرجة تحول بين زواجنا لم أنجذب نحوه طيلة حياتى رغم إدراكى أنه يحبنى أصررت بعناد على رفضه فلم يعطينى والدي مجالا رغم حنانه وحبه لي كان صارما لا يرجع بكلمة قالها مهما صار أعترف انى حينها نقمت سرا على أبي وهو يسوقني لتلك الزيجة التي فشلت بالفرار منها..وقد كان تزوجت فور تخرجي من الجامعة وصرت زوجة أصيل.
وقفت استعرض جمالي في المرآة بغرور وأنا أتخلل شعري الناعم قبل أن ينطفىء وهج غروري بالحسړة على حياة شديدة الملل مع رجل حياته رتيبة بشكل يملأني بالنفور ليس بقاموسه شيء اسمه خروجات هنا او هناك يقدس المكوث بالبيت بعد عودته من عمله لا يفقه شيء حتى عن مزحات الافلام الحديثة التي يعتبر هو مشاهدتها تفاهة وضياع للوقت بينما يبجل الأفلام القديمة التي يشاهدها عشرات المرات دون ملل ويصفها أنها كانت تحوي قيم لم تعد موجودة كما هو مغرم بمشاهدة المباريات وما يتبعها من برامج تحليلية مفصلة لتنقضي ساعات وهو منفصل عن العالم وكم يصيبني هذا بالاكتئاب والوحدة فأنا ابغض تلك اللعبة بالذات لا أفهم سبب جنون الرجال بها تنفلت مني زفرة ضجر وأتسائل في نفسي لما تمسك بي أصيل ولم يختار فتاة من خارج العائلة تناسب أفكاره وطباعه ليته فعل ربما كنت الأن أعيش تجربة أخرى أكثر إرضاء لي.
_السلام عليكم غزل انا جيت انتي فين.
أقبلت عليه مرتدية قميص قصير يعلوه مئزر شفاف لا يستر من كتفي شيء أدركت من وهج عيناه أن هيئتي راقته فلم يتردد بفض عاطفته وإعجابه بقبلة دافئة لا أنكر أنه رغم كل شيء رجل عاطفي وحنون معي للغاية يسكب بأذني كلمات
متابعة القراءة