قلوب حائرة بقلم روز أمين
المحتويات
عز إلى خاطفة فؤاده التي وبرغم مرور كل تلك السنوات عليهاما زال يراها ثريا إبنة الثامنة عشر من عمرهاوكأن روحه أرادت التوقف عند هذا الزمن الذي طالما تمني من داخله العودة إلي حينهاتحمحم لينظف حنجرته ثم أردف علي استحياء
كنت عاوز أبلغك حاجة مهمة يا ثريا
نظرت إليه وسألته باستفسار
خير يا سيادة اللواء
إنت عارفة طبعا إني رجعت منال لعصمتي من جديد بعد موقفها الأخير معاك
تنهدت بأسي عندما تذكرت ذاك اليوم الذي تلقت فيه أكبر إهانتاتها علي يد تلك التي تجنت عليها وسبتها بشرفهاحزن لأجلها واسترسل بإبانة
ف أناكنت حابب أوضح لك إن العلاقة بينا ما رجعتش طبيعية زي الأول
أنا ومنال كل واحد فينا ساكن في أوضة لوحدة
واستكمل بعيناي هائمة
ماكانش ينفع أرجع معاها زي الأول وأنسي إھانتها ليك يا ثريا
إرتبكت من حديثه
ونظرات عيناه الهائمة وأردفت بنبرة مرتبكة
وإنت جاي تقول لي أنا الكلام ده ليه يا عز
واستطرد بنبرة رجل يهيم عشقا
علي عجالة أردفت بترجي كي لا تعطي له المجال بأن يفصح أكثر عن مشاعره وهذا ما لم تعد تتقبله إحتراما لحالها أولا ولفقيدها الراحل ثانيا ولحفاظها عن سمعتها كي تظل طيبة
من فضلك يا سيادة اللواءياريت ما تتجاوزش حددودك معايا في الكلاموكفاية قوي اللي حصل المرة اللي فاتت
هتف معنفا إياها بنبرة حادة بعدما فاض به الكيل من صدها المتكرر له
واستطرد معبرا بأسي
قررت أعيش علي ذكري حبي ليك وأكتفي بنظرة من عنيكي وكلمة حلوة تردي بيها الروح لعاشق الروح
واستطرد لائما بقلب يتألم
حتي دي من قسۏة قلبك حرمتيني منها ومصممة تكمليبتستفادي إيه لما تلاقيني بټعذب قدامك يا ثريا
إوعي تكوني بتستمتعي لما بتشوفيني بتوجع قدامك
إتسعت عيناها بذهول من إتهامه المؤلم لها وتحدثت بدفاع عن حالها
الله يسامحكإنت بتقول لي أنا الكلام ده يا عز
واسترسلت لائمة إياه بشدة
هان عليك تتهمني وتقول لي إني بستمتع بۏجع قلبك!
أردف بنبرة حادة
أمال عوزاني أفسر تعمدك الدايم لرفضك لأي محاولة ليا بإني أتقرب مني بإيه!
تنهدت ثريا بأسي وأردفت بإبانة
فسر كلامي بإني ست حابة تعيش علي ذكري جوزها الغاليوممكن كمان تفسره بإني واحدة عاوزة تحافظ علي سمعتها
واستطردت معاتبة إياه
هو أنت نسيت الكلام اللي مراتك قالته لي وأفترت بيه عليا
ولا صعبان عليك إن محدش عرف بيه وعاوزها تطلع تقوله قدام الناس المرة دي!
أجابها واثقا
منال مش هتقدر تكرر اللي عملته تاني لأسباب كتيرأولهم إن اللي كان بيحرضها عليك هي العقربة اللي إسمها لمار ودي خلصنا من شرها خلاصده غير إن منال نفسها إتغيرتمبقتش منال اللي نعرفها
بنبرة جادة أردفت باعتراض
أرجوك يا عز تخرجني ومن وسط مشاكلك إنت ومنال
واسترسلت بايضاح لتصرفها السابق
أنا لما وافقت أرجع ألم العيلة عندي عملت كدة علشان البنت اليتيمة اللي ملهاش ذنب تتحرم من أبوها وعيلتها زي ما اتحرمت من أمهاوعلشان سيلا وحمزة يرجعوا لطبيعتهم ويحسوا بالدفي وسط عيلتهم الكبيرة
واستطردت بإبانة
والحمدللهعمر ربنا هداه وأخد بنته في حضنهوحمزة رجع لطبيعته بعد شهور عاشها في ۏجع علي أمه الله يرحمهاوسيلا ربنا يهديها وترجع زي الأول
بعيناي متوسلة أردف مطالبا إياها بمناشدة
أنا مش طالب منك المستحيل يا ثرياأنا كل اللي عاوزه منك إنك تسمحي لي أقعد معاكينتونس بقعدتنا ونشرب قهوتنا مع بعض زي الوقت كدة
واستطرد حين رأي الإعتراض داخل عيناها
مش لازم حتي نحكي عن نفسنا ومشاعري ناحيتكخلينا نحكي مثلا عن ذكريات العيلة وجدي وأبوي وعمي صلاح الله يرحمهم
واستطرد متوسلا
بس أنا ليا طلب عندكلما نكون مع بعض إندهي لي بإسمي زي الأولبلاش سيادة اللواء
نظرت عليه والتردد أصبح سيد موقفهاحقا هي الأن حائرةتنظر له بعين الشفقة علي حال ذاك العاشق الولهان الذي يشتاق ويتطلع ويرتضي حتي بالقليل من من ملكت الفؤاد واحتلته بعشقهاومن جهة أخرى تخشي الله وتخشي سمعتها إذا ما وافقته علي جنانه ذاك وتمادي هو كقبل
بنبرة متلهفة أردف متسائلا
قولتي إيه يا ثريا
تنهدت بأسي وتحدثت بصرامة بعدما حسمت أمرها
موافقة بس بشرطلو تعديت حدودك معايا في الكلام زي الأول مش هتشوف وشي تاني حتي في فطار يوم الجمعةهعتذر بأي حجةومش هخرجإتفقنا يا عز
زفر بقوة كمن كان ينتظر حكم برائته وتحدث بنبرة هائمة
موافق علي أي حاجة طالما نطقتي إسمي يا ثريا
إبتسمت بخفوت وهزت رأسها بيأس علي ذاك العاشق وتسائل داخلها متعجبا
ماذا رأي مني ذاك الفارس كي أصبح متيمته التي يترجاها لترضي بمنحه ولو القليل!
تنهد وسألها بعيناي محب
لسة بتحبي الورد زي زمان يا ثريا
بإبتسامة هادئة عقبت
ومين ميحبش الورد يا عز
إبتسم ثم أردف ساردا كلمات غنوة شهيرة بعيناي تهيم شوقا جعلتها تسبح في سماء سحر كلماته المنتقاه بعناية رغم عدم رغبتها بالإنجراف خلف مشاعره البريئةلكن كانت لكلماته ولصوته الحنون أثر السحر عليها
يا عاشقة الوردإن كنت على وعدي
فحبيبك منتظريا عاشقة الورد
حيران أينتظر والقلب به ضجر
ما التلة ما القمر ما النشوة ما السهر
إن عدت إلى القلق هائمة في الأفق
سابحة في الشفق فهيامك لن يجدي
يا عاشقة الوردإن كنت على وعدي
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد
إبتسمت له باستسلام لحالة الوله التي يحياها ذاك الفارس النبيل
بنفس التوقيت داخل الشركة التي يعمل بها عمر كمهندس إلكترونيات
دخلت المهندسة تارا مجدي إلي المكتب الخاص بعمر المغربي لتستكمل معه خطوات مشروعهما معا كي يخرج
إلى النوروجدت المكتب خالي من ذاك الجاد في عملهكادت أن تتحرك إلى الخارج لولا دلوف ذاك العمر المفاجئ الذي أربكها وجعلها تتراجع إلي الخلف علي عجالة
نظر عليها وتحدث بجدية
سوري لو إتأخرت عليك شويةكنت عند المدير في أمر ضروري
هزت رأسها بتفهم وتحركت إلي المقعد لتجلسوما أن رأته يغلق الباب حتي إنتفضت كمن تعرض للدغة عقرب وتحدثت بنبرة حادة
سيب الباب مفتوح لو سمحت.
ضيق عيناه وهو ينظر إليها مستغربا فزعها وتحدث متعجبا
وليه أسيب الباب مفتوح!
هتفت بنبرة خرجت حادة لملامح وجه جادة
علشان ده المفروض
قطب جبينه متعجبا أمرها وسألها ساخرا
ومين بقي اللي فرضه يا باشمهندسة!
بثقة عالية أردفت بيقين
ديني والإصول والعادات اللي إتربيت عليها هي اللي فرضته عليا يا باشمهندس.
رفع أحد حاجبيه متمعنا في
________________________________________
النظر إليها ثم تحدث بلامبالاة
أوكزي ما تحبي.
قال كلماته إحتراما لرغبتها وتحرك إلي مكتبه بعدما تاركا الباب مفتوحا كما طلبتأشار بيده يستدعيها للجلوس وتحدث بنبرة جادة
إديني سبت الباب مفتوحممكن بقي نشوف شغلنا اللي متعطل ده
تحمحمت وأردفت بهدوء
تمام يا باشمهندسأنا تحت أمرك
أومأ لها ثم بدأ بمتابعة عملهما تحت نظرات عمرفمنذ الوهلة الأولي التي رأي فيها تلك الطامحة وعلي الفور أنبهر بذكائها وإصرارها علي النجاحوها هو الآن يضاف إلي إنبهاره إعجابه بسمو أخلاقها ومبادئها الجديدة عليهحيث أنه وطوال مسيرته وجولاته النسائية التي لا تعد ولا تحصي لم يحالفه الحظ بمقابلة نفس تلك النوعيةبل لم يلتقي سوي بالمنحرفات أمثاله والتي كان يلتقي بهن داخل الحانات بالماضي.
عودة إلي حديقة رائف
ما زال عز وثريا يجلسان وانضمت إليهما مليكة ومسك وباتوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم تحت سعادة عز التي لا توصف
كان الصغير يلهو مع تلك القابعة فوق مقعدها محاولا إلهائها ودمجها معه وبرغم هذا كانت تشعر بالضجر الذي إختفي بمجرد رؤيتها لدخول مروان بجوار أنس وحمزة وبصحبة ياسين الذي إنتهي من عمله بالجهاز واتجه إلي النادي ليجلب حمزة ومروان وأنس في طريقه إلي المنزل
هتفت ليزا الذي أنير وجهها عندما رأت ذاك الفارس وهو يقترب عليها مبتسما بعدما ألقي التحية علي الجميع وقام بالترحيب بجده عز
ماااارو
أجابها بعيناي سعيدة
ليزاوحشتيني
إلتمعت عيناها ببريق البهجة وبرغم شدة اغتباطها جراء حضوره إلا أنها مطت شفتاها وتحدثت معاتبة إياه
أنا زعلانة منك كتير يا مارو
ليه يا حبيبتي...جملة حنون نطقها وهو يجثو علي ركبتيه ليكون قريبا منهافأجابته بدلال
علشان إنت وعدتني إمبارح إنك هتيجي تاخدني من عند بابيوتجيبني هنا علشان أنام مع نانا ثريا
واسترسلت وهي ترفع منكبيها للأعلي بحزن
ومش جيت
أجابها متفهما ڠضبها
معلش يا حبيبتي اصلي نمت إمبارح بدريوبعدين مش إحنا إتفقنا إنك هتنامي مع بابي يومين وعندنا هنا يوم
أومأت ثم تحدثت متذمرة بنبرة طفولية
أنا عارفة يا ماروبس أنا بحب أقعد معاك كل الوقت
كان يستمع إلي حديثها الموجه إلي مروان ويتناقل بنظراته الحادة بينها وبين أبيه الذي يحمل صغيرته المدلله ويغمرها بالكثير من القبلات والدلال هو وحمزة متناسيا وجوده حسب رؤيته الضئيلة للأمور بفضل حداثة سنهوفجأة ألقي بألعابه أرضا ثم هتف بنبرة غاضبة موبخا تلك الليزا
إنت بنت رخمة وأنا مش هلعب معاك تانيوخليكي بقي مع مروان
صاح بكلماته الغاضبة وكاد أن يتحرك قاصدا بوجهته الداخل لولا مليكة التي إستمعت إلى صوته الحاد وهرولت عليه وقامت بحمله وثبتته بأحضانها وتساءلت بنبرة حنون
مالك يا حبيبيمين مزعلك
أشار بكف يده باتجاة ليزا وتحدث بصياح حاد وعيناي غاضبتان
الرخمة ديعمال ألعب معاها من بدري واديتها من الميلك شيك اللي عملناه انا وإنتولما مروان جه سابتني وبتتكلم معاه هووبتقول إنها مش بتحب تلعب غير معاه
إبتسمت إليه وتحدثت بهدوء في محاولة منه بسحب غضبه الطفولي
ليزا أكيد ما تقصدش تزعلكوبعدين هي مش كانت لسة بتلعب معاك ومبسوطة يعني بتحب تلعب معاك إنت كمان
إقترب حمزة من شقيقه وحمله عن زوجة أبيه وتحدث مشاكسا إياه
ما تهدي علينا شوية يا عم العصبيمالك قالب علي البنت كدة ليه
مط ذاك الحانق شفتاه وأردف بنبرة ساخطة
عزو زعلان منك إنت كمان يا حمزة علشان بتلاعب مسك ومش كلمت عزو خالص
ناول ياسين إبنته إلي ثريا وخطي بساقيه إلي ولداه وحمل الصغير وبات يراضيه حتي إبتسم وتفهم الموضوع بل وحثه ياسين علي الإعتذار من ليزا بعدما شرح له وضع ساقاها المتعبة وأيضا إعتذر منه مروان وقام بإرضائه
إقتربت مليكة من زوجها وتحدثت إليه بإبانة
أنا هطلع أجهز لك الحمام إنت ومروان وأنسوعلي ما تنزلوا هيكون الغدا جاهز
وأردفت بعدما حولت بصرها إلي حمزة
وإنت يا حمزةروح خد الشاور بتاعك وتعالي إتغدي مع بابا وإخواتك
واسترسلت لإغرائه
أنا عاملة بيكاتا بالمشروم مع رز أبيض هتاكل صوابعك وراهم
حك الفتي شعر رأسه وأردف مشاكسا زوجة أبيه بعدما سال لعابه جراء ذكرها لوجبته المفضلة
هو يعني الشاور هيطيرخلينا ناكل البيكاتا الأول وبعدين نشوف موضوع الشاور ده
ثم نظر إلي أبيه واستطرد بمداعبة
ولا انت إيه رأيك يا باشا
إمشي يلا
علي البيتروح إستحمي وانضف وبعدين إبقي تعالي...نطقها باسين بسخرية فعقب ذاك المشاكس قائلا بمراوغة
أنا
متابعة القراءة