نوفيلا الظن بقلم ډفنا عمر الفصل الأخير

موقع أيام نيوز

نوفيلا_الظن
بقلم ډفنا عمر
الفصل_والأخير 
هناك أخطاء نرتكبها.
ولا يكفي عمرا كاملا لإصلاح ندوبها الغائرة.
لكن دائما بقدر الندم تنبت بذور الأمل.
أمل في الصفح والغفران.
مما اقترفناه بحق من أحببنا. 
سيدرا تحمل طفله الآن وهو لا يعلم 
طفلا كاد يزهق روحه بجهالة محترقا بنيران الشك والظنون والغيرة اللعېنة غيرة عمياء حمقاء أطاحت بفرحته التي طمح لها كثيرا.. مشاعره شتى ومختلطة تتصارع داخله الأن ڠضب ندم حزن خوف خجل ليحتل الڠضب من جديد داخله. فيستعر جمره أكثر. 

كيف يسبقه علم أحد بقدوم جنينه الأول 
لم يكن في حسبانه ان يكون هو الضلع الغافل عن خبر گ هذا..كان أحق انا يعلم قبل الجميع.
أي مفاجأة وأي هراء هذا الذي كانا يخططانه معا
المفاجأة كان لابد أن تكون خاصة به وحده مع زوجته.. هما فقط من يدبرا الأمر.
غادر الطبيب غرفتها لتوه فنفض عنه شروده الحزين متسائللا بلهفة 
طمني يا دكتور مراتي والجنين بخير 
أجابه الطبيب مطمئنا 
_بخير إن شاء الله بس يفضل تعمل متابعة للحمل خصوصا انها لسه في الأول وواضح أنها اتعرضت لضغط عصبي وده مش في مصلحتها دلوقت. واستطرد هتجيب الأدوية دي والمدام هتمشي عليها بانتظام. وبأكد تاني علي الحالة النفسية.
بوجه مكفهر ودع الطبيب ثم ابتاع الأدوية وأعطاها لوالدته التي تصاحبها بالغرفة.. وبدون أن يتبادل معها كلمة واحدة غادرها مختليا بنفسه ناكسا رأسه بعبوس حزين بعد ما انقلبت الطاولة فوق رأسه فالمفترض أن يكون جوار حبيبته لكن سيدرا عازفة عن رؤيته وتحتاج لراحة خاصتا النفسية منها ولديها كل الحق أما شقيقه أديب فعلم من والدته انه ذهب لمنزل صديقه يمكث عنده بضعة أيام.
_ فيصل.
لم يرفع عينه إليها محتفظا بهدوء ظاهري وداخله حمم تفور لتستأنف والدته وهي تجلس جواره بعتاب لا مفر منه 
_ انت اتسرعت يا ابني وشكيت في أقرب اتنين ليك وسلمت نفسك للشيطان..بقى تشك في اخوك ومراتك كان فين عقلك يافصل فهمني. عارفاك بتغير عليها بس الغيرة يا ابني ليها حدود لو خرجت عنها بتخرب بيوت. وتهدم علاقات كتير.
بنظرة مهزومة رفع بصره لها ثم عاد مطرقا رأسه من جديد متشبثا بحبال الصمت.. فرغم صحة ما تقول هناك جانب لثورته لم يدركه أحد شيء يجعل الڠضب محفور على وجهه المظلم.. هما من دفعوه لهذا المسار بنظراتهما المختلسه ورفض زوجته أن تطلعه علي هاتفها. وتمسكها بعناد لعين.
_ رايح فين يافيصل
أوقفته قبل ان يرحل ليغمغم باقتضاب 
هنزل تحت وحضرتك خليكي هنا مع سيدرا. 
ثم همس برجاء فطر قلب والدته 
أوعي تخليها تمشي يا أمي عشان خاطري.
قالها ثم تبخر من محيطها تماما.
فهذا أكثر ما يحتاجه الآن.
لتهمس خلفه بعين دامعة لا حول ولا قوة إلا بالله. عين وصابتكم يا ولادي. ربنا يهديك يا ابني ويعدي الأزمة دي علي خير ومراتك واخوك يسامحوك. وماتضيعش فرحتنا باللي جاي. 
دموعها لم تجف صياحه وهو يوصمها بعار الخېانة يجلدها بسياط الخذلان منه. كيف له أن ينجرف بغيرته لمنحني خطېر گهذا
كيف يشك بها ومع من أخيه 
أديب الذي تعتبره أخ لها. كيف تغفر له هذا الجرم بحقها أفكارها تتصارع برأسها دون راحة و الجنون يكاد يفتك بها لكنها تستقوي بالصبر فليس لطفلها القادم ذنب أن تزهق روحه بطيات حزنها الشديد. فقد أخبرتها والدة زوجها وهي تترجاها ألا ترحل. أن الحزن يمكن أن يسبب لها إجهاض. وهذا ما لا تقدر عليه لذا ستتماسك لأجله أما رحيلها وترك منزلها. فلن تفعله وتكسر كلمة والدته. 
زوجها نادم أخبرتها بهذا أيضا. 
لكن ندمه هذا لن يثنيها عن ڠضبها منه.
ولن يطيب جرحها الغائر. 
نوفيلا_الظن
بقلم ډفنا عمر
_ وبعدين معاكي يا بنتي لازم تاكلي عشان تقدري تصلبي طولك أنتي بتاكلي لاتنين دلوقت.
قالت بضعف كئيب ماليش نفس يا طنط.
دنت منها وأحاطت كتفيها برفق هاتفة سيدرا أنا عارفة انك مصډومة وحزينة من اللي عمله فيصل وليكي ألف حق في زعلك بس انتي عارفة بيحبك قد ايه صح
نظرت لوالدة زوجها بنظرة دامعة دون جواب لتواصل الأخرى يابنتي مفيش إنسان مبيغلطش وتيجي عليه لحظات تهور يفقد فيها أعصابه ڠصب عنه وجوزك غيرته اتحكمت فيه ولغيت عقله.
صاحت بحدة الغيرة حاجة والشك والطعن في أخلاقي حاجة تانية يا طنط.. مكنتش اتصور ابدا ان فيصل يشك فيا ومع أديب! ده أخويا. ازاي يفكر فيا كده فين ثقته
تم نسخ الرابط